الحسن لـ “الثورة”: الدول العربية أكثر البلدان تراجعاً في الصناعات الجلدية مع أنها الأغنى بالجلود والثروة الحيوانية
دمشق – الثورة – وفاء فرج:
أكد الأمين العام للاتحاد العربي للصناعات الجلدية شريف الحسن لـ”الثورة” أن أكثر البلدان العربية تراجعاً في الصناعات الجلدية، هي نفسها أغنى البلدان بالجلود والثروة الحيوانية.
تشغيل اليد العاملة
ويقول: السودان واليمن هما البلدان اللذان يعتبران من أوائل المصدرين للجلود على الساحة التجارية العالمية، ولكنهما بالمقابل هما من أهم المستوردين للأحذية والمنتجات الجلدية المختلفة، مبيناً أن هذا الأمر لا يختلف عن باقي البلدان العربية، فعلى الرغم من امتلاك هذه الصناعة أهم ميزتين تتناغمان مع الأهداف المعلنة للسياسات الاقتصادية العربية ولتحديات التنمية المستدامة، وهما تحقيق القيم المضافة وتشغيل الأيدي العاملة، حيث يعتبر قطاع الصناعات الجلدية هو أكثر القطاعات الاقتصادية إمكانيةً لتحقيق هذين الهدفين.
وعليه بين الحسن أن الاتحاد عمل على توضيح كل ما ذكر سابقاً من خلال دراسات ومذكرات تم إرسالها مباشرةً للعديد من المعنيين في الدول العربية حول أهمية هذا القطاع، وكيفية الاستفادة منه ودعمه مؤكدين لهم أن هذا القطاع يمكن الرهان عليه في دعم هائل للتنمية المستدامة.
ولفت إلى أن الاتحاد العربي للصناعات الجلدية عقد عشرات المؤتمرات العربية والدولية، وأقام عشرات ورش العمل وتم رفع توصيات بهذا الخصوص للجهات المعنية في كل بلد عربي، وقام الاتحاد بتنظيم عشرات المعارض المتخصصة في أكثر من بلد عربي بحضور أهم الصناعيين والتجار، إضافة إلى الشركات العالمية، ورافق هذه المعارض ندوات وحوارات ومؤتمرات في سبيل إيجاد قواسم مشتركة وصيغ عمل تستفيد من المزايا النسبية والتكاملية العربية.
مشروع لإنشاء شركة عربية قابضة..
ونوه إلى أن الاتحاد منذ سنوات أطلق مشروعاً لإنشاء الشركة العربية القابضة لإنتاج وتسويق المنتجات الجلدية على أن تقوم هذه الشركة بتجميع عدة شركات راغبة وقائمة بالأصل في أكثر من بلد عربي بعد تقييم موجوداتها، وكذلك فتح باب الاكتتاب للأسهم لمن يرغب، وقد تم إعداد مشروع النظام الأساسي لهذه الشركة.
وبين الحسن أن هذه الشركة تستطيع أن تحقق الحيوية في مجال التجارة البينية العربية وتستطيع تحقيق الآمال المعقودة فيما يخص هذا القطاع على اتفاقية تحرير التجارة العربية مع تجنب السلبيات الحاصلة والمحتملة لسوء استخدام هذه الاتفاقية.
زيادة التنسيق..
ونوه الحسن بتعاون الاتحاد مع أكثر من مركز للتأهيل والتدريب لرفع سوية هذه الصناعة ورفع مستوى الأداء والجودة بما يمكنها من الحضور الجيد والمنافسة بالأسواق، كما طالب الاتحاد في كل المناسبات بضرورة ربط الاتحادات العربية المتخصصة أو بعض الاتحادات مع آليات عمل الصناديق التنموية العربية.
مشروع لتأهيل الدباغات..
ونوه الحسن بأن الاتحاد طرح البدء بمشروع تأهيل يستمر خمس سنوات، ويبدأ بتأهيل الدباغات في العام الأول على أن تستكمل بقية مراحل الصناعة في أكثر من بلد عربي، ثم يتم تأهيل مصانع الأحذية على مراحل في العام التالي، وهكذا إلى أن نصل في العام الخامس إلى تأهيل كامل من المسالخ حتى إنتاج الأحذية والمنتجات الجلدية وتسويقها.
هيكلية واحدة..
وأكد الحسن أنه لا يمكن معالجة أي قطاع صناعي عربي بمفرده، وعليه فإن كل الحلول سوف تبقى قاصرة إذا لم ينظر إلى القطاع الإنتاجي العربي كهيكلية واحدة متناغمة لا تصح إلا بتعافي كافة مفاصلها.
واقترح الحسن إصدار توصية لتمكين الصناعيين والمنتجين العرب من امتلاك زمام صنع القرار الاقتصادي العربي عموماً، وضمن بلدانهم بشكل خاص، وتوصية من المجلس لتغيير آليات صنع السياسات النقدية العربية بحيث تتماشى مع مصالح المنتجين وتلبي متطلبات تعاطيهم مع الساحات الاقتصادية الخارجية، والطلب من الحكومات العربية رفع القيود الجمركية وغير الجمركية عن الصناعيين دون أي تردد.
كما قدم اقتراحاً بالعمل على إنشاء هيكليات إدارية منتخبة لقطاع الصناعات الجلدية، ولكل القطاعات الاقتصادية العربية في كل بلد عربي.