الثورة – يمن سليمان عباس:
ذات يوم قال المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم..
وهو القائل أيضاً: وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام..
ترى ماذا يقول علم النفس الآن في هذا، وماذا عن الذين يحلمون ويحلقون بالخيالات، ولكنهم لا يعملون أبداً، فقط هم حيث الحلم المهيض الذي لا معنى له.
فلا تقدم بلا عمل ولغة سوف نعمل ونعمل وإطلاق الوعود هي مقتل الإنسان، هذا ما يناقشه كتاب: معادلة التسويف…
ويقول المؤلف:
أنت لست كسولاً، لست فاقداً للحافز، الحقيقة هي أنك مبرمج على التسويف. نعم، هذا صحيح- مبرمج، ذلك الشعور المزعج الذي ينتابك عندما تفكر في تأجيل مشروع أو مهمة مهمة؟ ليس لأنك سيئ في إدارة الوقت، بل لأن عقلك مهيأ لتفضيل المتعة اللحظية على المكافآت طويلة الأمد.
وفي كتاب معادلة التسويف: كيف تتوقف عن تأجيل الأشياء وتبدأ في إنجازها، يوضح د. بيير ستيل السبب الذي يجعلنا نؤجل الأمور، والأهم من ذلك، كيف يمكنك اختراق نظام عقلك لبدء الإنجاز بدلاً من الاستمرار في التسويف.
الأمر يبدأ بمعادلة بسيطة، وهي أساس الكتاب. نعم، هناك معادلة رياضية تشرح لماذا نؤجل المهام، وهي: (التوقع × القيمة) / (الاندفاع × التأخير) قد تبدو لك معقدة، ولكن بمجرد فهمها، تصبح الأمور أوضح. إليك كيفية تطبيقها بخطوات عملية:
رفع “التوقع”: التوقع هو مدى اعتقادك بأنك قادر على النجاح في المهمة. إذا شعرت أن المهمة صعبة أو أنك ستفشل، فستؤجلها بلا شك. لذلك أول خطوة هي تعزيز ثقتك بنفسك. ابدأ بأجزاء صغيرة وسهلة من المهمة لتبني شعورًا بالإنجاز. لا تفكر في كتابة التقرير بأكمله، ابدأ بكتابة جملة واحدة، هذا التقدم البسيط سيجعل عقلك متحمسًا للمزيد.
زيادة “قيمة” المهمة: إذا كانت المهمة تبدو مملة أو غير مهمة، فمن الطبيعي أن تؤجلها. الحل؟ اربط المهمة بشيء يهمك شخصيًا. مثلاً، إذا كنت تكره إعداد تقرير مالي، ففكر في كيف سيساعدك ذلك على توفير المال للقيام بشيء تحبه، مثل السفر. عندما تعطي المهمة معنى شخصيًا، تصبح أقل عبئاً وأكثر جذباً.
السيطرة على “الاندفاع”: المشتتات حولك في كل مكان. هاتفك يرن، وسائل التواصل الاجتماعي تسرق وقتك، وفجأة تجد أن الساعات ضاعت، قلل من اندفاعك تجاه المشتتات عن طريق تقليل وصولك إليها. ضع هاتفك بعيداً، أغلق التبويبات غير الضرورية على جهازك، أو قم بتحديد وقت قصير للعمل المركز. كلما قللت الإغراءات، زاد تركيزك على المهمة.
تقليل “التأخير”: كلما كانت المهلة النهائية بعيدة، كان من الأسهل تجاهل المهمة. لهذا السبب لا تشعر بالقلق تجاه العمل المطلوب بعد ثلاثة أسابيع، ولكنك تصاب بالذعر قبل يومين من الموعد النهائي. هنا تأتي الحيلة: حدد مواعيد نهائية صغيرة لكل جزء من المهمة. قسم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر، واجعل لكل منها موعد تسليم قريب. عندما تشعر أن النهاية أقرب، يعمل عقلك بجدية أكبر.
وهنا المفاجأة: التسويف ليس فشلاً شخصياً.. يشرح ستيل أن التسويف هو سلوك طبيعي نتج عن تطور دماغنا البشري. في الماضي، كان الاندفاع مهمًا للبقاء، مثل الهروب من المخاطر الفورية. لكن في العصر الحالي، هذه الغريزة تدفعنا نحو الإغراءات اللحظية مثل تصفح الانترنت أو مشاهدة التلفاز بدلاً من إنجاز المهام المهمة.
إليك الفائدة: كلما فهمت المعادلة بشكل أفضل، زادت قدرتك على تعديل العناصر لصالحك، ابدأ بخطوة صغيرة من هذه الاستراتيجيات، ربما تبدأ بإزالة المشتتات لمدة 10 دقائق أو كتابة الجملة الأولى من المشروع الذي تماطل فيه، ما إن تبدأ في التحرك، ستجد أن التسويف يفقد قوته تدريجياً.
بعد قراءة هذا الكتاب سوف ترى معادلة التسويف، سترى التسويف بشكل مختلف تماماً، لن يكون مجرد كسل أو ضعف في الإرادة، بل سلوكاً يمكن فهمه وتعديله بخطوات عملية. والمفاجأة الكبرى، بمجرد أن تبدأ في تطبيق هذه الاستراتيجيات، ستسأل نفسك لماذا لم تبدأ في وقت أبكر..!