الثورة – يمن سليمان عباس:
تمر هذه الأيام ذكرى رحيل الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف صاحب الأثر الخالد (داغستان بلدي) التي ترجمها إلى العربية عبد المعين الملوحي ويوسف حلاق.
بطاقة
ولد حمزاتوف عام 1923 في قرية تسادا الصغيرة القائمة على قمة جبل بداغستان، وفي عام 1950 أنهى الدراسة في معهد جوركي للآداب في موسكو وصدر ديوانه الأول باللغة الآفارية قبل أن يتم العشرين من عمره, وعمل نائبا بمجلس السوفيات الأعلى، ورئيساً لاتحاد كتاب داغستان، وحصل على لقب شاعر الشعب عام 1958 ثم على جائزة لينين وجائزة لوتس …12/05/2003، توفي عام ٢٠٠٣م .
من قصائده نختار.. عن الصداقة
سعيد أنت
لأنك عبر السنين العديدة
تعيش بهدوء وتخشى جدال العواصف
تعيش ولا تعرف الأصدقاء
وليس لديك لهم أي وقت قصير
إذن ولو عشت مائة عام مديدة
وكالحكمة حل برأسك ذاك المشيب
سأصرخ فيك أمام الحشد
بأنك في هذا العالم
لم تولد بعد
دمعة
أحقا أنت يا دمعة
تواسيني بمأساتي
أحقا أنت باللمعان في بدد
ستنهي لي مصيباتي
لماذا ترتضين الذل لي إني سأبقى شامخا ابن الجبال
لماذا تفضحي سري بلألأة على مرأى من الأجيال
صديق نحن أسدلنا وداعا في المسا جفنيه
رأى البلوى وعاش القيظ والبردا
ورغم القهر لم يسكن بريق الدمع في عينيه
فرقت دمعتي همسا أجابتني
إذا ما كنت من نفسك
خجولا من قذى اللوم
فقل للناس أن علقت
على جفنيك والتمعت
حبيبة قطرة سقطت
من الغيم
أغنية إلى أمي
تتشابه الأمهات
كما البحر بين سلاسل الجبال العالية
تتشابه الجبال
وأنا أنظر إليها من السماء النائية
وقرب البروق
تظل تشمخ القمم
وكلما علت الجروف
ستغدو منعة أوثق
وفي أعلى الجبال الشامخات
لا قمة تعلو
على قمة الأمهات
كنت لي فرحا وحزنا
كالصخر مأمولة
شروق الفجر ونجوم الليل كلها
في قلبك الوضاء محمولة
واليوم إني أينما أرسلت طرفي
يتراءى لي خيالك
بات يتسع البحار والمحيطات سنا
متلألئاً بألوان حسن الأرض طيفا من جمالك
كيف يا أمي
وقد ضاقت بذكراك السماء وضاقت الأرض
كيف استطعت ولوج بيت ضيق
فيه قد واروك وانفضوا.
القصائد من ترجمة أيمن أبو شعر .
….
ومن الملحمة الخالدة داغستان بلدي نقتطف:
كانت أمي تقول..
العالم طبق كبير وأنت لست إلا ملعقة صغيرة. أليست صغيرة جدا بالنسبة لطبق كهذا
كانت أمي تقول : إن الفم الصغير يستطيع أن ينطق كلمة كبيرة وكان أبي يقول: إن الشجرة الصغيرة قد تزين حديقة كبيرة أما شامل فكان يقول إن الرصاصة الصغيرة تلقب سفينة كبيرة. وأنت نفسك قبر
أشعارك أن القلب الصغير يسع العالم الكبير والحب الكبير.. لماذا تقول دائماً حين ترفع كأسك: نخب الخير؟
لأني انا نفسي أبحث عن الخير..
لماذا تبني البيوت على الأحجار والصخور ؟
أنا أشفق على الأرض اللينة. هناك استنبت بعض القمح ، حتى على الأسطح المنبسطة
استثبت قمحي احمل التربة إلى الصخور،….
…..
أغنيات جبالنا..
أهيلوا قدراً اقل من التراب على قبري
كي لا تسد أكوامه سمعي :
کي تستطيع أذناي وقلبي
سماع أغنيات جبالنا في القرية.
ادفنوا معي طنبوري المحبوب
كي لا تغمض عيونهن من أغاني. وكي تسمع صوتي المشتاق كل الجميلات في قريتنا
وكأنما قال محمود أيضاً: الجبل ينحني حين اعزف، ولكن كيف لي أن أجعلك ترقين، يا حبي؟