الثورة – ريف دمشق – ميساء الجردي:
انطلاقاً من دورها التنموي في تنمية المجتمع المحلي تقيم مؤسسة قناديل التنموية مجموعة من المبادرات التدريبية والمهنية والتعليمة والتي يأتي في مقدمتها دورات متابعة مجانية لأكثر من 350 طالباً وطالبة من أبناء منطقة داريا كنوع من التأسيس والبناء للموارد البشرية بشكل صحيح.
تلبية احتياجات الطلاب
تأتي المبادرة- وفقاً لرئيس مجلس أمناء مؤسسة قناديل التنموية المحامي مازن العزب- انطلاقاً من أهدف المؤسسة التي تعني بالتعليم المهني والعام وتلبية للاحتياج الكبير لأبناء المنطقة بعد ظروف الأزمة التي مرت بها، وبموجب مذكرة التفاهم التي تجمعهم مع وزارة التربية بالاتفاق على إقامة دورات لطلاب الصف الخامس والسادس ابتدائي وطلاب الصف التاسع والبكلوريا بالتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية في منطقة المعضمية، مشيراً إلى ضرورتها في تعويض الفاقد التعليمي وفي مساعدة الأسر والعائلات التي لا تستطيع تسجيل أولادهم في المعاهد الخاصة.
وأوضح العزب أن هذه الدورات مجانية بالكامل لجميع الطلاب، وتقام في مدرسة الحكمة بموجب الاتفاقية بأن نقيم الدورات ضمن القاعات الصفية إضافة إلى أن المؤسسة عملت على تأمين الطلاب المسجلين والبالغ عددهم 350 طالباً وطالبة بالقرطاسين والمستلزمات المدرسية الكاملة ومتابعتهم بكل التفاصيل الإنسانية والاجتماعية والدعم النفسي، للخروج من الحالات الصعبة التي يعاني منها البعض والتي قد تؤثر على مستقبلهم، لافتاً إلى أن هذه الدورات مستمرة خلال الأشهر الستة القادمة.
“بيت الدراسة”
وقال رئيس مجلس أمناء قناديل إن الهدف من هذه المبادرة هو المستقبل وليس الوقت الحالي، والاهتمام بهذه الشريحة يعني تقديم أشخاص يتابعون تعليمهم ويعودون بالنفع إلى مجتمعهم وهذا يحتاج إلى التأسيس الصحيح، وكل الأمل أن يكون هؤلاء الطلاب الذين تمت مساعدتهم، أشخاصاً داعمين لمجتمعهم في السنوات المقبلة باختصاصات مختلفة من صيادلة ومحامين ومهندسين وغيرها من شرائح مهمة في البناء والتعافي.
مشيراً إلى الوعي الذي لمسه لدى الأهالي وهم يسعون لمتابعة تعليم أولادهم، من خلال قياس الأثر الرجعي ووضع استبيان لمعرفة أراء الناس بهذه المبادرة وبجميع المبادرات التي تقوم بها المؤسسة والتي تشمل “مبادرة بيت الدراسة” وهي مخصصة لطلاب الصف السابع والثامن. ومبادرات تدريبية للبرمجة في الأعمار الصغيرة وللطلاب الجامعيين وهناك دورات مهنية ” التصوير وحياكة الصوف والمكياج والتمريض وصناعة الصابون” بهدف التحول إلى مجتمع منتج بدلاً من مجتمع مستهلك.
– تفوق ونجاح..
مدير مدرسة الحكمة الآنسة ردينة عبيد بينّت ضرورة المبادرة التي تقوم بها مؤسسة قناديل لمتابعة وتقوية طلاب الشهادات وطلاب الصف الخامس والسادس لمساعدتهم في التفوق والنجاح، مشيرة إلى أن هذه الدورات مهمة لكونها مجانية في ظل الغلاء الكبير في المعاهد الخاصة وهي مخصصة بعد انتهاء الدوام الرسمي مباشرة، وتشمل جميع المواد الأساسية بما يعود بالنفع على الطلاب من مختلف المستويات المعرفية.
منسقة الدورة من مؤسسة قناديل إيمان تحدث عن الإقبال الكبير وغير المتوقع على هذه المبادرات والمستمر حتى الآن رغم مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على افتتاحها, مشيرة إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها الكادر التدريسي في تعليم الطلاب وهو يخصص وقته لتقديم المساعدة لهم. وإلى فرحة الأهالي بتحسن مستوى أولادهم وخاصة في مادتي اللغة الإنكليزية والفرنسية.
وقالت على الرغم من أن الأعداد كبيرة داخل الصفوف وتصل إلى 50 طالباُ وطالبة إلا أن الكل جاء ليستفيد وهناك تقدم كبير وجودة عالية في الأداء.
– فائدة تعليمية..
من خلال رصد بعض آراء المشاركين عبر الطلبة عن امتنانهم للقائمين على المبادرة، بيّن الطالب مالك شمايط من الصف التاسع أنه مهمة له بالنسبة لمواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء في ظل مدرسين مختصين ومعروفين بقدرتهم الكبيرة في التعليم.
فيما أشار الطالب محمد بكداش إلى المعاملة الجيدة من قبل الكادر التدريسي والقائمين على المبادرة إضافة للفائدة التعليمية الكبيرة.
الطالبة سيدرا المقري من صف التاسع قالت: هذه المبادرة مفيدة جداً وهي توضح الكثير من المعلومات والجوانب التي لا يأخذها الطالب في المدرسة بسبب ضيق الوقت، وخاصة أن المعلمين يقدمون المنهاج للطلبة من نقطة الصفر.
الطالبة ماريا خولي ذكرت أن الدورة مفيدة بالنسبة للطلاب الأحرار، وخاصة أنها تقدم جميع المواد الأساسية بشكل واضح ومبسط.
أستاذ مادة الرياضيات ياسين حمورين بيّن أهمية هذه المبادرة لكونها تحمل أهدافاً إنسانية وتساهم في بناء جيل يحب العلم والالتزام، وهي بالنسبة للطلاب المسجلين مفيدة لكونها تقدم من دون أي تكلفة ومن قبل كادر تدريسي مختص، ومفتوحة أمام جميع العائلات التي ليس لديها القدرة على المعاهد الخاصة.
