الثورة – همسة زغيب:
تنوعت بحور الشعر وقوافيه واختلطت مع الروايات والتراث الشعبي في الأمسية الأدبية والشعرية التي أقامتها المحطة الثقافية في جرمانا بالتعاون مع فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب وسط حضور مميز من الأدباء والمثقفين.
أحيا الأمسية كل من الشعراء: أماني المانع، وسلمان السلمان، وعبد الناصر شاكر، وإيمان الموصللي.
الأمسية شهدت قراءات شعرية للشعراء المشاركين تنوعت بين القصة القصيرة وقصائد وطنية من الشعر العمودي والشعر الحديث والنثر، عكست أجواء الواقع المعاش، وما تشهده غزة من عدوان إسرائيلي، ومدى الالتزام بقيم وعادات وتقاليد المجتمع بقصائد الشعراء التي ركزت على الجوانب الإنسانية والاجتماعية.
استهل الأمسية رئيس فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب الشاعر محمد خالد الخضر بالحديث عن أهمية الشعر، فهو إرث تاريخي عريق ووسيلة لإيصال الرسائل السامية وله تأثيره كبير على مجتمعاتنا العربية، وإن هذا التعاون ولقاء شعراء من مختلف المحافظات له تأثير كبير في تعزيز مكانة الشعر بالمجتمع لما يتضمنه من معاني وقيم يرفع بمستويات المشاركين، ثم قدم نبذة عن حياتهم ومسيرتهم الأدبية.
وبدورها القاصّة أماني المانع قرأت نصّين قصصيين جمعت بين الواقع والخيال الأولى بعنوان (وظل وورق)، فيما تناولت قصتها الثانية (وما افترقنا) خيال الكاتب الممتد بين السطور والهوامش، وأوضحت علاقة الكاتب بأبطال قصصه وتأثره بالواقع.
وقرأ الشاعر عبد الناصر شاكر قصيدة تعكس الانتماء للوطن وتعزز الولاء له، ولدعم غزة رفض خلالها العدوان، وواقع حياته ومشاركته بالمقاومة لسنوات طويلة، ووقوف سورية بجانبه ودعمه إضافة إلى ضرورة المحبة والوفاء للوطن، وأكد الشاعر أن لكل شخص التزامه بالدين والوطن والقيم والأخلاق، الأمر الذي يجعل الإنسان رقيباً على نفسه دائماً، وليس الشاعر فقط، وهو الأمر الذي يضع الإنسان على الطريق الصحيح ما يعزز الإبداع لديه.
كما اتسمت النصوص التي قدمتها الشاعرة إيمان موصلي بقوة الحرف والمعنى فانطلقت في فضاء المكان فركزت على الجانب الإنساني لتعبر عما يجول في خلجات روحها بوافر من الجمال والحب والوفاء والصدق بلغة شفافة اختارتها بعناية لتعبر عن المشاعر الإنسانية الصادقة من خلال الإيحاءات الجمالية والصور والتشبيهات الفنية والبيئية استوحتها من بيئتها ومن الطبيعة والسماء بأسلوب سهل ممتنع وصل بالنثر إلى مستوى الشعر الحقيقي.