الثورة- مها دياب:
مع بداية هذا الأسبوع بدأت المذاكرات نصف الفصلية لأبنائنا التلاميذ في المدارس لجميع المراحل، و تعتبر هذه الفترة مرحلة عصيبة فيها الكثير من التوتر والخوف في حياة الطلاب و تتطلب تحضيرًا جيدًا وإدارة فعالة للوقت و الدراسة من قبلهم، و مساعدتهم من قبل الأهل على ترتيب يومهم وتغذيتهم ومتابعتهم بمحبة وهدوء لتمر هذه المرحلة بسلام دون أن تتأثر الحالة النفسية للطالب بشكل سلبي، على أدائه في الحفظ والتركيز وبالتالي عدم حله للأسئلة في المذاكرة الأمر الذي يؤثر على قدرته على الاستيعاب والتحصيل النهائي في نهاية العام.
التحضير المسبق
حدثتنا المديرة بشرى عبد الخالق عن التحضير للمذاكرات الذي يبدأ قبل 20 يوماً من خلال الطلب للمعلمات تحضير النماذج لكل المواد التي تراعي الفروق الفردية، على أن تكون متدرجة فيها الصعب وفيها السهل لتقييم مستوى الطلاب المتميز والجيد والوسط والضعيف، وكل مدرسة تعطي نموذجين، والإدارة تختار نموذجاً لمدرسة أو نموذجاً منوعاً مأخوذاً من مجموعة النماذج ويتم التأكد فيه من نوعية الأسئلة وطريقة الكتابة والمراجعة اللغوية وتوزيع العلامات ومن ثم يرسل للطباعة، على أن يعتمد نموذج احتياطي لأي طارىء ويتم حفظه لدى المديرة حتى وقت الامتحان منعاً من التسريب.
برنامج المذاكرات
وأشارت إلى ضرورة توزيع برنامج المذاكرات بطريقة تساعد دراسة التلاميذ لتخفف العبء عنهم، خاصة أنه خلال اليوم الدراسي يوجد وظائف ودروس يومية، كاختيار اللغة العربية، أولاً كونها الأصعب والأكثر معلومات، من ثم وضع مادة سهلة كالاجتماعية مثلاً ومن ثم مادة صعبة كالرياضيات وهكذا.. مع مراعاة لمادتي العلوم والرياضيات كون البعض يعتقد أن الأولى الأصعب وآخرون يعتقدون أن الثانية هي الأصعب.
الأسئلة و الهوامش
أكدت عبد الخالق على التوجيه المسبق لجميع المدرسات من قبل الإدارة على أن تكون كافة الأسئلة من ضمن الكتاب ولا أسئلة خارجية إطلاقاً لأن الأسئلة الخارجية تربك التلميذ وتخيفه حتى لو كان من المتميزين والمتفوقين، وعلى ضرورة تدريبهم مسبقاً عبر التسميع والسبر الأسبوعي المستمر لكل المواد الذي يعرفهم نمط الأسئلة، وبالنسبة للهوامش كثير منها يعتبر ذات معلومات قيمة ومفيدة لذلك يطلب منهم مراجعتها وحفظها وتأتي أحياناً أسئلة منها.
نظام الأتمتة
كما بينت أنه هناك توجيه من وزارة التربية، اعتماد الطريقة الحديثة في الأسئلة وهي إدخال نظام الأتمتة ل 60% لأسئلة المذاكرات والامتحانات، والتي تتبنى الاختيار من متعدد لجميع المواد ما عدا اللغة العربية كونها مادة إبداعية بدءاً من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي، مشيرة أن نظام الأتمتة يحل مشكلة النسيان لدى الكثير خاصة ممن يقول أريد الكلمة الأولى لأتذكر باقي السؤال كون الدراسة أحياناً كثيرة تكون حفظية دون فهم أو تركيز، فأكثر الأسئلة اختيار من متعدد أو اختر الإجابة الصح أو اختر الصح و الخطأ مع عدم تصحيح الخطأ حتى مع سؤالين فسر ليس أكثر، الأمر الذي يسهل مهمة الفهم كثيراً، كما أن الكثير من التلاميذ أحب النظام الجديد كونه يعتمد الفهم الجيد للمعلومات و لم نجد أي اعتراض أوخوف منهم أو من الأهل.
التعامل وقت المذاكرة
أشارت أن المذاكرة تبدأ غالباً في الحصة الثالثة، ليعطي فرصة للتلميذ لتهدأ أعصابه و يراجع، ويتأقلم مع جو الدراسة اليومي مع مدرسته و زملائه في الصف، وتؤكد على أن تعطى أوراق المذاكرات بهدوء من غير عصبية أو ضغط من قبل المدرس، ودائماً ما تتم المراقبة من قبل الإدارة على نمط المراقبة كما يتم التوجيه للمساعدة في حال طلبت منهم، وفي حال خوف أحدهم يتم التعامل معه فوراً من قبل الإرشاد النفسي ليعود ويكمل الحل دون رهبة أو خوف.
نصائح ضرورية للأهل
أكدت السيدة بشرى على ضرورة عدم ضغط الأهل على أبنائهم وقت المذاكرات لأن المدرّسة تقوم بالمراجعة لكل المواد مع السبر الدائم كل ذلك يثبت المعلومات لديهم دون الحاجة إلى الدراسة بشكل مكثف في المنزل، و أهم نصيحة هي عدم تخويف الابن والابنة في حال لم يجيبا عن سؤال في أي مادة بل الحديث معهم بهدوء لمعرفة سبب عدم الحل وتشجيعه للدراسة للمادة التالية مع تلافي الخطأ كونه قادراً على حل كل شيء لأنه مميز ويحفظ ولا داع للقلق، وفي حال أراد المساعدة و شعر بالتوتر يطلبها من المراقب، فعدم حل أي سؤال والحصول على العلامة التامة لاتدل أن الطفل مميز أو ذكي أو غير فاهم، فأعمال السنة و المشاركة مع السبر مع مجموع الامتحانات تدل على وضعه وتميزه من عدمه.
وأخيراً.. نتمنى التفوق والنجاح والتميز الدائم لجميع أبنائنا التلاميذ.
التالي