معاً لتعزيز ثقة الطفل بنفسه

الثورة- حسين صقر:
للأسرة دور كبير في توعية الطفل، وتقوية شخصيته وجعله فرداً فاعلاً في المجتمع، لذا تقع على عاتق الأهل وخصوصاً الأب مسؤولية كبيرة في تعزيز ثقة الطفل بنفسه أو تدمير تلك الشخصية، وذلك من خلال تعريفه بما له وما عليه، لتكون لديه القدرة على التعامل مع من حوله.

عشر قضايا مدمرة
خبراء في علم الاجتماع والنفس، حددوا عشرة عوامل مدمرة لشخصية الطفل، فيما لو فعلها الأب، في الوقت الذي تبنى فيه شخصية ذلك الطفل في حال ابتعد عنها الأهل وفعلوا عكسها.
أول تلك العوامل المدمرة اللوم، حيث الملامة الدائمة على أي فعل قام به الطفل يضعف شخصيته ويجعله متردداً خائفاً، ويعد ليس للعشرة وحسب، بل للمئة كي يقوم بعمل ما، لهذا وجه هؤلاء بعدم إلقاء اللوم على فعل اقترفه الابن أو الابنة، والاكتفاء بالتوجيه والتعريف بأن هناك أشياء أفضل بكثير فيما لو قام أو قامت بها.
الأمر الثاني، النقد السلبي المستمر لما يفعله الطفل أو الطفلة، وأن كل ما أداه ليس جيداً ولاجديراً بالاهتمام، هنا ببدأ الإحجام عن أي نشاط أو مبادرة، لأنه يدرك مسبقاً أن نقداً جارحاً ينتظره، ومهما قدم لن يلاقي الصدى الإيجابي، وبالتالي النيل من إمكاناته وإضعافه.
كذلك العقاب على كل شاردة وواردة، دون التسامح والتوجيه، وكلما دق الكوز بالجرة، إما يعاقب الطفل بالضرب وإما الحرمان من المصروف أو الخروج من المنزل للعب أو الترفيه، هذا أيضاً يضعف الشخصية ويدمرها ويجعل الطفل كائناً مغلوباً على أمره.
إضافة لما سبق مقارنته بأبناء من حوله من أقارب وأصدقاء وجيران، أو مقارنته عندما كان بعمره، فذلك يجعله مقصراً عن أداء ما يوكل إليه، وقبل أن يفكر بتنفيذ ما طلب منه، يفكر كيف سيتفوق على غيره، وقد يستخدم أساليب غير محمودة للحصول على نتائج.
والصراخ أيضاً بوجهه كيفما توجه، يخلق من البيئة التي يعيش فيها الطفل بيئة متشنجة ملؤها التوتر وانعدام الراحة، فضلاً عن إعطائه كل مايريد ويطلب وتلبية حاجاته، والتحدث عن سلبياته، والقيام بمهماته وحل وظائفه والدفاع عنه سواء أكان مخطئاً أم مصيباً، وجعله على حق دائماً، كلها عوامل مدمرة من الضروري الابتعاد عنها.
تنمية الهوايات واكتشاف المواهب
وفي هذا السياق يقول الاختصاصي في علم النفس التربوي محمد بركات سعدية: كلما صار الأطفال أكبر سناً، زادت الضرورة لتشجيعهم على اتخاذ قراراتهم الخاصة وتحمل مسؤولية أفعالهم، حيث لا تعد القوة الداخلية من السمات التي يولد بها الطفل، ولكنها تتطور نتيجة تفاعله اجتماعياً مع والديه اللذين يضعان الأساس لنموه خلال أعوامه الأولى.
وخلال مرحلة التعليم الابتدائي وفترة البلوغ، يكون الهدف هو الحفاظ على هذه العلاقة بين الطفل ووالديه، إذ إن الأسرة إلى جانب المدرسة لديها التأثير الأكبر على كيفية تعلم الأطفال طريقة التعامل مع حالات التوتر والمواقف الصعبة، بأسلوب جيد. أولها إعطاء إشارة على الحب والدعم، حيث من الضروري أن يكون الآباء إلى جانب أبنائهم من أجل تنمية شخصياتهم، وذلك عن طريق التحدث معهم، مع تقديم الدعم والثقة للطفل، لأن الأطفال الذين يشعرون بأنهم محبوبون ومقبولون، سيكون تكوينهم للمشاعر الطيبة تجاه أنفسهم أمراً أكثر سهولة.
ثانياً إعطاء الاهتمام الكامل، حتى لو لم يعودوا صغاراً، وإن كانوا قادرين على القيام بعديد من الأمور، يحتاج الأطفال إلى الاهتمام الكامل من جانب والديهم حتى يتمكنوا من بناء شعور قوي بتقدير الذات، مثلاً كأن يضع الآباء هواتفهم الذكية جانباً أكثر من المعتاد، وأن يكرسوا أنفسهم بشكل كامل وتام لأبنائهم، والاستماع لهم.
دعم عاطفي
ونوه سعدية إلى أهمية تحديد إشارات إيجابية، حيث يحتاج الأطفال إلى الدعم العاطفي خلال مرحلة التعليم الابتدائي وفترة البلوغ، ويجب أن يحصلوا على دفعة إيجابية، ببداية جيدة لليوم، فكلمة إلى اللقاء قبل الذهاب إلى المدرسة مثلاً تدعم الطفل بجرعة من الأمل والتفاؤل والحب.
كما من الضروري أن يكون الوالدان قدوة في التعامل، فمن الممكن أن يواجه الأطفال في حياتهم اليومية أنواعاً مختلفة من المشكلات، لذا يمكن للوالدين تقديم الدعم لأبنائهم، من خلال توضيح كيفية تعاملهم مع الأعباء التي يواجهونها بأنفسهم، وذلك بحثهم على الاحتفاظ بهدوئهم، والسعي إلى الحصول على الدعم وقبوله عند الاحتياج.
إضافة لما سبق أكد الاختصاصي النفسي ضرورة تعلم حل النزاعات، أي أن يتعلم الأطفال ذلك داخل أسرتهم، وعن طريق والديهم، كيفية التعامل مع النزاعات وطريقة حلها، وخاصة عند تعاملهم مع الآخرين من الفئة العمرية نفسها، أو مع الأشقاء، ولتحقيق ذلك يجب أن يتعلم الأطفال أن يتحدثوا مع بعضهم بعضاً، وأن يتوصلوا إلى حلول وسط، لأن ذلك يعطيهم ثقة بالنفس عند مواجهة المواقف الصعبة.
وأضاف سعدية كذلك تعزيز الاستقلال، فكلما صار الأطفال أكبر سناً، زادت الضرورة لتشجيعهم على اتخاذ قراراتهم الخاصة وتحمل مسؤولية أفعالهم، فضلاً عن تشجيع المواهب والهوايات، حيث نصح سعدية وجوب الاهتمام بالهوايات وتشجيعها، إذ إن إدراك الطفل أنه يجيد القيام بشيء ما، يعزز وعيه بنفسه، وفي الوقت نفسه، يمكن للهوايات أن تقوم بموازنة الحياة المدرسية اليومية، وأن تساعد في تقليل التوتر.

آخر الأخبار
"المنظمات الأهلية" تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في غزة القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتدمر 12 مسيرة أوكرانية كوريا الديمقراطية: التعاون الثلاثي بين واشنطن وسيئول وطوكيو يعمق المواجهة كنايسل: الناتو سيدخل حرباً إذا ضربت كييف العمق الروسي "السورية للتجارة"  امام اختبار تسويق  20 ألف طن حمضيات .. فهل تنجو ؟ الرئيس الروسي يقر العقيدة النووية المحدثة لبلاده تحضيراً للدعم النقدي.. المركزي يذكّر بضرورة الإسراع بفتح الحسابات الدفاع الصينية: تدريبات صينية – باكستانية مشتركة لمكافحة الإرهاب طهران: العقوبات الأوروبية والبريطانية ضدنا انتهاك واضح لحقوق الإنسان  الخارجية الصينية: مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين بكين وموسكو ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال خلال عدوانه على جنين في زيارة عمل لبحث التطورات في المنطقة… الوزير صباغ يصل إلى طهران بايدن يمهد لترامب بتصعيد مع روسيا "الغارديان": الكرملين يعتبر أن بايدن يؤجج نار الصراع في أوكرانيا تشاينا ديلي: العلاقات التقنية الصينية الأمريكية بحاجة إلى تعميق السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأ... أثرت سلباً على أداء المواصلات الطرقية بطرطوس.. تعديل تصنيف الطرق المحلية إلى مركزية دون زيادة الاعتم... زراعة 7000 هكتار بالشعير في درعا.. والأمطار تبشر بالخير تقييم أداء وجهوزية مراكز الكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة شح كميات مازوت التدفئة  المخصصة لدرعا