الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
بمشاركة قيادات سياسية، أقامت اليوم اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية وفصائل المقاومة الفلسطينية، ندوة سياسية بمناسبة الذكرى الـ 54 للحركة التصحيحية المجيدة، بحضور ومشاركة قيادات حزبية وسياسية، وحضور حشد من كوادر من حزب البعث وأحزاب الجبهة الأخرى ومن فصائل المقاومة الفلسطينية وممثلين عن فعاليات اجتماعية وإعلامية.
– أبو حازم: سورية دفعت أثماناً جراء مواقفها الثابتة..
أمين عام حركة فتح الانتفاضة أبو حازم الصغير، بيّن أن الحركة التصحيحية امتلكت عبر تجربتها التاريخية الغنية القدرة على تصحيح مسار سورية وتطويرها وتحديث نظريتها وأفكارها، ومشروعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبنيتها التنظيمية، وإعادة دورها السياسي القومي لاسيما في الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني منذ قيام الحركة ولايزال مستمراً إلى الآن.
وأشاد أبو حازم بالدور النضالي لسورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وموقفها الثابت والمبدئي الداعم للقضية الفلسطينية ومقاومة شعبها حتى تحرير أرضه المحتلة وعودة حقوقه كاملة لاسيما إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وبيوتهم.
وأشار أبو حازم إلى أن سورية دفعت أثماناً كبيرة جراء موقفها الداعم للمقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني وأن القوى المعادية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية مارست ضغوطاً متواصلة للنيل من صمود سورية ومحاولات فاشلة لثنيها عن مواقفها البطولية الشجاعة الداعمة للقضية الفلسطينية.
– قدسي: نقل سورية إلى الدور الفاعل عربياً ودولياً..
أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي العربي عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية الدكتورة بارعة قدسي، أكدت في كلمتها، أن الحركة التصحيحية أعطت الكثير من الإنجازات الوطنية والقومية، ونقلت سورية من الدور المنفعل إلى الدور الفاعل، واستطاعت أن تضعها في الموقع المناسب في الخارطة العربية والإقليمية والدولية.
ونوهت الدكتورة القدسي بالإنجازات التي حققتها الحركة على الصعيد الوطني في سورية لاسيما إنجاز قيام الجبهة الوطنية التقدمية على قاعدة إرساء التعددية السياسية والحزبية والتي جاءت تلبية وضرورة لتعزيز الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية وتماسكها وممارسة الديمقراطية ممارسة سليمة وفق تطلعات الشعب السوري ورفض أي نموذج خارجي غربي تحاول قوى العدوان فرضه على مجتمعنا ووطننا.
– دخل الله: التصحيح المجيد فلسفة للحياة..
وزير الإعلام الأسبق وعضو القيادة المركزية لحزب البعث الدكتور مهدي دخل الله أشار إلى أن الحديث عن إنجازات التصحيح لم يعد أمراً فيه الجديد، ولكن الإنجازات التي يمكننا الحديث عنها فهي ما تتم الإشارة إليه في كل المناسبات، ولكن الذي لابد من الإشارة إليه هو أنه لولا حالة الاستقرار السياسي والاجتماعي التي عاشتها سورية منذ ذلك التاريخ ما كان يمكن لها أن تتحقق، مؤكداً أن تجسيد فكر التصحيح المجيد يكون من خلال اتخاذه فلسفة للحياة قولاً وممارسة.
وأكد أن الاستقرار السياسي هو الذي يؤدي إلى الاستقرار والأمن الاجتماعي والأهلي، ويسارع في خطا التنمية بأوجهها المختلفة، ويخرج البلدان العربية من حالة الفقر والتخلف في مقاييس التنمية البشرية.
ونوَّه إلى أن الحركة التصحيحية نقلت سورية من حالة الصراع الحزبي والسياسي إلى حالة التفاعل والتناغم المجتمعي والتعددية السياسية والاقتصادية، والانفتاح نحو المجتمع الأهلي والاستثمار الأمثل للرأسمال الوطني، مشيراً إلى ضرورة تبني تفكير جديد ونقدي تفرضه التطورات التكنولوجية والتحولات الدولية السياسية والاقتصادية كي يساعد على النهوض مجدداً بالواقع الحزبي والمجتمعي والاقتصادي.
– المفتاح: فرصة لتبصر معانيها ودلالاتها..
مدير عام مؤسسة القدس الدولية وعضو القيادة المركزية للبعث سابقاً الدكتور خلف المفتاح، أشار في كلمته بالندوة إلى أنه لا يعتبر إحياء ذكرى الحركة التصحيحية ترفاً فكرياً أو تقليداً سنوياً بقدر ما هو فرصة لتبصر معاني الحركة ودلالاتها، مؤكداً على ضرورة تمثل روح وأسباب وموجبات وأهداف الحركة التصحيحية التي قامت من أجلها قبل 54 عاماً في ظل ظروف قاسية وصعبة عاشتها المنطقة العربية وسورية على وجه التحديد، وفي ظل صراع عربي صهيوني تمثل في احتلال “إسرائيل” لأراض عربية في عدوان الخامس من حزيران عام 1967 أضيفت لاحتلال فلسطين عام 1948 وهذا يستوجب مواجهته بتفكير جديد يستدعي مراجعة للعقلية السياسية العربية.
ونوَّه المفتاح بأن الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، أنعشت الأمل لدى أبناء الأمة بملء الفراغ الذي حدث في الساحة القومية والمقاومة، وأثمرت نتائجها في حرب تشرين التحريرية عام 1973، وتصحيح العلاقة مع الدول العربية، وصولاً للتضامن العربي الذي استطاع القائد الخالد النجاح في تحقيقه ما أثمر مشاركة أغلب الدول العربية في حرب تشرين من المغرب غرباً إلى العراق شرقاً ما أثبت قومية الصراع بين العرب والكيان الصهيوني.
ولفت المفتاح إلى أن الحركة التصحيحية انتقلت من الشرعية الثورية، شرعية الإنجاز إلى الشرعية الدستورية، أي دولة المؤسسات، خاصة بعد إقرار دستور 2012 وتحول الحزب من حزب قائد للمجتمع والدولة إلى حزب حاكم بحكم الأغلبية التي يمتلكها في البرلمان السوري، وتتابع الحركة التصحيحية دورها وإنجازاتها بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
أدار الندوة الدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني.