“اجتماع عمان”.. رسائل عربية ودولية تدعم وحدة وسيادة سوريا

الثورة – فؤاد الوادي:

 

حمل “اجتماع عمان” العديد من الرسائل الهامة التي تقاطعت جلها نحو توافق عربي وإقليمي ودولي لدعم وحدة وسيادة واستقرار الدولة السورية ورفض كل مشاريع الانفصال والتقسيم.

الاجتماع عكس إصرار الأطراف المشاركة على إيجاد رؤية مشتركة لحل القضايا التي تهدد وحدة واستقرار سوريا، والتي تهدد بطبيعة الحال استقرار كل دول المنطقة، والأهم من ذلك، فإن الحضور السوري في هذا اللقاء، هو امتداد وجزء من الجهود الكبيرة التي تقوم بها دمشق على كل المستويات والأصعدة لنزع فتيل الأزمات التي تجهد بعض الأطراف الداخلية لإثارتها وإزكائها لأهداف وغايات باتت مفضوحة ومكشوفة للجميع.

اللقاء، رسم خارطة طريق سياسية ودبلوماسية، لتجنب حقول الألغام في الجنوب والشمال السوري، والتي زرعتها مشاريع وطموحات وأوهام إسرائيل التي تسوق نفسها اليوم كحامٍ للأقليات، بهدف الذهاب بعيداً بمخطط تقسيم وإضعاف الدولة السورية، لأن ذلك يخدمها كقوة احتلال لها طموحات بالتمدد في كل الاتجاهات، وهذا ما عبر عنه صراحة المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك أكثر من مرة، عندما قال إن إسرائيل لا تريد سوريا قوية، بل تريد سوريا ضعيفة ومفككة ومقسمة.

في الحضور الأميركي أيضا دلالات ورسائل، ولجميع الأطراف التي لا تزال تصر على تأجيج الأزمات في سوريا، بأن موقف الولايات المتحدة واضح وصريح ومعلن بهذا الشأن، وهو دعم سوريا موحدة وقوية وآمنة، بعيداً عن كل مشاريع التقسيم والانفصال والفوضى، لأن من شأن ذلك أن يشكل بيئة نافرة وسلبية لكل مشاريع الاستثمار والدعم الاقتصادي، وهذا يتسق مع ما قاله جيمس روبنز كبير الباحثين بالمجلس الأميركي للسياسة الخارجية لقناة الجزيرة الليلة الماضية من أن سياسة واشنطن في سوريا تدعم الاستقرار والاستثمار.

روبنز أكد أيضاً، التزام الولايات المتحدة بوحدة واستقرار سوريا، وهذا يتطلب بحسب ما قاله، وضع حد للعنف، وبسط الدولة السورية لسيطرتها، وسحب السلاح من الخارجين عن القانون ومحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات. اجتماع عمان، لن يكون الأخير، بل هو امتداد لجهد عربي وإقليمي ودولي متواصل من أجل وضع حلول سياسية لكل العقد الطارئة، أو الموروثة عن النظام المخلوع، ولعل اجتماع أنقرة اليوم بين وزير الخارجية الشيباني ونظيره التركي، هو امتداد واستكمال لاجتماع أمس، وبحث في مخرجاته وفي كيفية تطبيقها على الأرض. وكانت المملكة الأردنية الهاشمية استضافت أمس اجتماعاً أردنياً سورياً أميركياً مشتركاً، لبحث الأوضاع في سوريا، وسبل دعم عملية إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها ووحدتها وعدم التدخل بشؤونها، وتلبي طموحات شعبها الشقيق، وتحفظ حقوق كل السوريين.

وجاء الاجتماع الذي شارك فيه، وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الجمهورية التركية والمبعوث الأميركي الخاص لسوريا توماس باراك، ومُمثّلون عن المؤسسات المعنية في الدول الثلاث؛ استكمالًا للمباحثات التي كانت استضافتها عمان بتاريخ 19 تموز 2025 لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوب سوريا وحل الأزمة هناك.

وأكّد المُجتمِعون أن محافظة السويداء بكل مجتمعاتها المحلية جزء أصيل من الجمهورية العربية السورية، محمية ومحفوظة حقوق أبنائها في مسيرة إعادة بناء سوريا الجديدة نحو مستقبل منجز آمن لكل مواطني الدولة السورية، وبما يضمن تمثيلهم وإشراكهم في بناء مستقبل سوريا.

ورحّبت المملكة والولايات المتحدة بخطوات الحكومة السورية المتمثلة، بإجراء التحقيقات الكاملة ومحاسبة كل مرتكبي الجرائم والانتهاكات في محافظة السويداء، إضافة إلى استعدادها التعاون مع هيئات الأمم المتحدة المعنية وإشراكها بمسار التحقيق بالجرائم والانتهاكات التي ارتُكِبت، وزيادة دخول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في محافظة السويداء وتعزيز تدفقها، بما يشمل التعاون مع وكالات الأمم المتحدة المعنية، وتكثيف عمل المؤسسات الخدمية لاستعادة الخدمات التي تعطّلت جراء الأحداث في المحافظة، وبدء عمليات إعادة تأهيل المناطق التي تضرّرت من الأحداث التي شهدتها المحافظة، والترحيب بإسهامات المجتمع الدولي المستهدفة تلك الجهود، وإسناد الحكومة السورية في جهود عودة النازحين لمناطقهم، والشروع بمسار المصالحات المجتمعية في محافظة السويداء، وتعزيز السلم الأهلي، والتعبير عن ترحيبها بإسناد ودعم المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأميركية بهذا الصدد.

واتفقت الأطراف الثلاثة على عقد اجتماع آخر في الأسابيع المقبلة، لاستكمال المداولات، إضافة إلى الاستجابة لطلب الحكومة السورية تشكيل مجموعة عمل ثلاثية (سورية ـ أردنية ـ أميركية) تستهدف إسناد الحكومة السورية في جهودها تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء وإنهاء الأزمة فيها.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر