الثورة – فؤاد الوادي:
مجازر وحشية ارتكبتها “إسرائيل” اليوم في قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ، ضاربة بعرض الحائط كل النداءات الإنسانية والقرارات الدولية.
وذكرت وكالة ” وفا ” الفلسطينية أن الاحتلال الاسرائيلي قصف اليوم عدة مناطق في القطاع ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
في غضون ذلك قال رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون، اليوم الأربعاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمادى كثيراً وفقد صوابه، كما أن نقص المساعدات الإنسانية والتهجير القسري للمواطنين في قطاع غزة أمر مروع.
وأضاف لوكسون في تصريح له نقلته ” وفا “: إن الخطة الإسرائيلية للهجوم على مدينة غزة أمر غير مقبول.
وكان وزير الخارجية النيوزيلندي ونستون بيترز أعلن قبل يومين عن عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية.
وقال بيترز، إن حكومة رئيس الوزراء كريستوفر لوكسون ستتخذ قرارا رسميا في أيلول/ سبتمبر المقبل، وستطرح نهجها خلال أسبوع قادة الأمم المتحدة.
وأضاف إنه “بينما اختار بعض شركاء نيوزيلندا المقربين الاعتراف بدولة فلسطينية، فإن نيوزيلندا لديها سياسة خارجية مستقلة، نعتزم دراسة الأمر بعناية، ثم التصرف وفقا لمبادئ نيوزيلندا وقيمها ومصالحها الوطنية”.
وقال بيترز: “أوضحت نيوزيلندا منذ فترة أن اعترافنا بدولة فلسطينية ليس محل شك، وإنما المسألة كانت مسألة وقت”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد حذر أمس من مخاطر توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، مشيرا إلى مقترح يتضمن تشكيل بعثة أممية “لإرساء الاستقرار”.
وأوضح ماكرون في تصريحات صحفية، أن “إعلان إسرائيل توسيع نطاق الصراع يمثل كارثة غير مسبوقة واندفاعا متهورا نحو حرب دائمة، وسيظل الرهائن الإسرائيليون وسكان غزة أول ضحايا هذه الاستراتيجية”، على حد قوله.
ودعا الرئيس الفرنسي إلى تشكيل بعثة أممية تهدف إلى حماية المدنيين في غزة ونزع سلاح حركة حماس، مع تنامي الغضب العالمي حول الخطط الإسرائيلية لإعادة احتلال القطاع المحاصر منذ 18 عاماً.
وقال: “يجب أن تنتهي هذه الحرب الآن بوقف دائم لإطلاق النار”، داعيًا مجلس الأمن الدولي، وفرنسا عضو دائم فيه، إلى إنشاء قوة حفظ سلام كهذه.
كما طالبت المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، في وقت سابق باتخاذ إجراءات عاجلة بعد أن أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة وفاة أكثر من 100 طفل بسبب سوء التغذية منذ بداية الحرب في تشرين الأول 2023.
ووصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عبر موقعه الرسمي، تجاوز حصيلة الوفيات بين الأطفال حاجز المئة بأنه “معلم كارثي يلطخ سمعة العالم ويستدعي تحركا عاجلا طال انتظاره”.
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من 300 ألف طفل في غزة يواجهون خطراً شديداً، وأن أكثر من ثلث السكان أفادوا بعدم تناول الطعام لأيام متتالية، مؤكداُ أن تلبية الاحتياجات الغذائية تتطلب ما يزيد على 62 ألف طن شهرياً، بينما لا تزال الكميات المسموح بإدخالها أقل بكثير من الحد الأدنى اللازم لبقاء نحو مليوني شخص على قيد الحياة.
وأضاف “أوتشا” أن الأمم المتحدة وشركائها تمكنوا أمس الاول، من إدخال بعض المواد الغذائية والوقود والإمدادات من معبر كرم أبو سالم، إلا أن الشحنات أُفرغت قبل وصولها إلى وجهتها.
وأوضح أن السلطات الإسرائيلية تسمح بإدخال نحو 150 ألف لتر من الوقود يوميا، وهو أقل بكثير من المطلوب لضمان استمرار العمليات المنقذة للحياة.
وأفيد بأن أكثر من نصف سيارات الإسعاف في غزة توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود وقطع الغيار، فيما حذرت منظمة الأغذية والزراعة من أن 1.5 بالمئة فقط من الأراضي الزراعية في القطاع ما تزال صالحة، في مؤشر على انهيار شبه كامل للنظام الغذائي المحلي.