الثورة – خلود حكمت شحادة:
في مكان ما تجتمع فيه فئات عمرية مختلفة متعددة البيئات والمستويات العلمية ينهلون العلم والتدريب.. يحاولون اكتساب ما يفيدهم عملياً دراسياً، ونتيجة لتواجدي الدائم بينهم نشأت علاقات أسرية قوية وبت أسمع حكاياهم وشكواهم، وللأسف معظم تلك الحالات تشكو من طلاق الأبوين، ولهذا السبب جمعت الآراء وكتبتها ليستفيد الآخرون من تجارب مشابهة راجية تحقيق الفائدة.
موضوع خطير ومهم للنقاش يتعلق بمستقبل شبابنا (الطلاق) ونتائجه السلبية يوماً بعد يوم،
شباب يشغلهم الانترنت بصفحاته، والمقاهي بجلساتها، والليل بطول سهره، ساعين لقتل وقت الفراغ، وإشغال أنفسهم عن التفكير بهمومهم ومشكلاتهم الأسرية، مع ملاحظة فقدان الشغف والطموح وضياع أحلام الشباب، وهذا يعود إلى التفكك الأسري والاغتراب عن جو العائلة بسبب حالات الانفصال التي ازدادت في السنوات الماضية الأخيرة.. ربما قوانين الحياة وضغوطاتها هي السبب.
ونلاحظ أن حالات الزواج التي انتهت بالطلاق ليست حديثة التأسيس، فأسرة إبراهيم تم الطلاق بين أبويه بعدما تم زفاف أخته الصغرى بقليل، وتبرير الانفصال في هذا الوقت أن البنات أصبحن في أمان مع أزواجهن، وإبراهيم شاب لا يعيبه شيء ولم يعد صغيراً، وحجة الأم بطلبها الطلاق أنها عانت كثيراً مع زوجها وتحملت لتحمي بناتها من صفة (أمها مطلقة)، بما يعني فرض المجتمع عليها سنين طويلة لتصل أخيراً لطلاق متأخر، ومع هذا كان تأثيرها كبيراً على نفسية وتوازن شاب في سن الزواج ليصبح رافضاً الفكرة ولو مؤقتاً، تائهاً رغم عمره ونضجه بين طرفين يظن كل منهما أنه على حق.
في الجانب الآخر نرى أميرة، اعتادت غياب الأم بسبب الانفصال منذ كانت صغيرة، ولكن لم تعتد على وجود أخرى، وأخوة من والدها، ولكن ليست الأم المشتركة بينهم.. لتشكو من معاملة والدة أخواتها القاسية، والتي تفرض عليها العناية بأطفالها ملبية رغباتهم وتصفها دائماً بالفاشلة.
لذلك فالإيجابيات في موضوع الطلاق تقتصر على الفترة الأولى حين تشعر الأطراف المعنية براحة ظناً منهم أنها الحل الأمثل لحياة صحية، ولكن النتائج والتداعيات السلبية تظهر على مر الأيام تدريجياً لتثبت أن السلبيات تفوق الإيجابيات.
– رأي مختص..
مع وجود حالات تحدث بها أصحابها كان لابد من سؤال مختص في شؤون الأسرة والمجتمع للحديث عن الآثار النفسية الناجمة عن الطلاق عن هذا التقينا السيدة أليسار الشيخ- مختصة في شؤون الأسرة والتي قالت: إن الآثار السلبية للطلاق لا تكون على مستوى حاضر الطفل، بل ترافقه في مستقبله، فعند طلاق الوالدين هناك فرصة لأن ينتهي الأمر بأطفالهم في نفس وضعهم، والسبب هنا أن الانقسام بين الوالدين قد يغير موقف الطفل تجاه العلاقات بشكل عام، مما يجعل الطفل حين يكبر يخاف أو يمتنع عن الارتباط والزواج.
وتشير الشيخ إلى أن الأطفال يعانون أكثر من غيرهم خلال العامين الأولين بعد الطلاق ومن المحتمل أن يعاني الأطفال من الضيق والغضب والقلق، لكن بالمقابل نرى العديد من الأطفال يتعافون بعدما اعتادوا على التغييرات في روتين حياتهم اليومية، ومع ذلك لا يبدو أن بعضهم يعتاد على الوضع الطبيعي، فنجدهم يواجهون مشكلات مستمرة ترافقهم مدى الحياة، مسببة لهم الاكتئاب، ويظهر ذلك في الخوف واليأس والعزلة، وهذا يتجلى في حالة الطفل الذى عانى من انفصال أبويه، فهو لديه خوف من الفقد والانفصال وبالتالي نراه فاقداً للأمل في عودة الحياة كما كانت، وينسحب تدريجياً من الأنشطة الاجتماعية مما يؤدى به إلى الإصابة بالاكتئاب، لذلك على الزوجين التفكير بأولادهم قبل اتخاذ قرار الانفصال وعدم الأنانية في الابتعاد عن أطفالهم وإمكانية حمايتهم من سلبيات قرارات في غير وقتها والأفضل التروي في اختيار الزوجين لبعضهما كشريكين في حياة حلوة ومرة، وأن يكونوا على قدر المسؤولية الاجتماعية التي حملوها بمجرد ارتباطهما بعقد الزواج.
التالي