لنعلمهم كيف يواجهون الحياة

الثورة – عبير محمد:
كثرت مهام الأمهات، وكثرت معها الأعباء، وزاد الاعتماد على الوالدين بالأونة الأخيرة، لأنهم يقومون بجميع الأعمال المنزلية الداخلية والخارجية، ووقوع الأمهات في هذه الأمور لها أسبابها، لناحية الخوف الزائد والحب الزائد، وحماية أطفالها من أي ضرر، وهذا لاشك خطأ فادح لأنك في النهاية ستربين طفلاً عاجزا ضعيفاً في مواجهة الحياة، لا يعرف كيف يتخذ قراراته، فينطوي على نفسه، ولا يعرف كيفية التصرف، ما يجعل ثقته بنفسه مهزوزة، وسيخوض أموراً كثيرة في الحياة لوحده لن تكوني بجانبه خارج المنزل.
يتكل الأبناء على أهلهم بكل شيئ ما يؤدي إلى زيادة تعب وإرهاق الأم وتدهور صحتها من ناحية، ومن ناحية آخرى إنتاج جيل كسول عديم الثقة بقدراته لايعلم كيف يتأقلم مع حياته المستقبلية.
وبالتالي فإن الاعتماد على النفس هو فلسفة تؤكد قدرة الأفراد على أنفسهم ومواردهم فيما بعد، هم يعززون الثقة بشخصيتهم وتنمية الشعور بالمسؤولية الشخصية وتمكينهم نحو الاكتفاء الذاتي بحيث يتعلمون إنجاز كل شيئ بنفسه، مايشعرهم بالراحة النفسية وإنجاز كل المهام.
الدراسات التربوية والنفسية تشير إلى أنه لابد من تصحيح سلوك الأبناء وتدريبهم منذ الصغر على تحمل المسؤولية، بأن يأكلون ويشربون بأنفسهم، لأن الطفل فطرياً يريد القيام بذلك وأن يرتدي ملابسه بنفسه، فالفطرة تعلمه ومع مرور الوقت سيقوم بمساعدة والديه إذا طلب منه أن يرتب ألعابه بعد الانتهاء منها.. هكذا يتم البدء مع الأطفال في أبسط الحالات.
إن مشاركة الأبناء في القيام بالأعمال المنزلية مهمة للغاية لما لها من قيمة كبيرة في احترامه لذاته واحترام والديه، وعند الطلب من الأبناء مساعدتك يكون الهدف تربوياً وهو بدافع حبهم ولمصلحة الأسرة.
وإذا كان السؤال كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية، من المؤسف هنا أن نرى الأولاد بعمر ١٢ سنة يطلبون من أمهاتهم القيام بتسخين الطعام أو ترتيب السرير لهم.
فعلى الوالدين بهذه الحالة اتخاذ خطوات استباقية لتعزيز الاستقلال والمرونة عند الأطفال،أي يجب تكليف الأبناء بمهام تتناسب مع عمرهم، كاختيار الأعمال المنزلية التي تناسب عمر الطفل وقدرته.
بالبداية على الأم أن تقوم بتحفيزه ثم تشرح له المهمة بكل ووضوح، وأن تطلب منه ترتيب غرفته، ثم ترتيب مكتبه من كتب ودفاتر، وبعدها فصل الغسيل المتسخ ووضعه في الغسالة، وورمي نفايات الورقية بسلة المهملات كي يتعود أن يضع كل شيئ في مكانه، فمع الوقت سيعرف خطوات ترتيب غرفته فلا يستطيع الجلوس فيها إلا وهي مرتبة.. ويمكن السماح للأطفال بتغيير مهامهم وتبديلها مع إخوانهم.
إن تشجيع الطفل سيعزز فرص نجاحه، ولابد شكره والامتنان له عند انتهائه من العمل.
وأما بالنسبة للأطفال المراهقين يكون قد تعلموا منذ صغرهم ترتيب غرفتهم، ففي عمر ١٤ سنة وما فوق باستطاعته غسل ثيابه وغسل الصحون وإعادتها لمكانها، ويستطيع أيضا القيام بالتسوق، ويمكن الطهي لعائلته وجبة خفيفة مرة في الأسبوع، وكل ذلك تحت مراقبة الأم .
فالاعتماد على الذات هي أن تكون واثقاً في قدراتك، وقادراً على القيام بالأعمال بنفسك ولنفسك، سيتعلم الطفل والابن إدارة موارده المالية كجزء من أدوات خبرة الحياة.
أحياناً يسعى الآباء للتخفيف على أبنائهم وتجنبهم خيبة آمالهم فيخرب الآباء من دون قصد تقدم الأطفال نحو الاعتماد على الذات، والطريقة الصحيحة لتهدئة مشاعرهم السلبية بإظهار أخطائهم وعدم تكرارها ليتم التقدم مستقبلاً، وبذلك يكتسب الأطفال الإدراك، وأنهم قادرون في الحصول على أفضل النتائج من خلال تعلم المسؤولية والاعتماد على الذات.

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة