تعديل سلوك الأطفال عبر استراتيجيات وأساليب مختلفة

الثورة – سمر رقية:

تعديل سلوك الأطفال هو عملية تهدف إلى تغيير الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها لدى الأطفال، إلى أنماط سلوكية إيجابية، ويعتمد تعديل السلوك على استخدام استراتيجيات وأساليب مختلفة، لتعزيز السلوكيات الجيدة، وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها.

لتسليط الضوء على الأسس الواجب اتباعها التقت مراسلة صحفية الثورة عضو الهيئة التعليمية في قسم تربية الطفل بكلية التربية في طرطوس الدكتورة ديما عمران، والتي عرفت السلوك من وجهة نظر التربية وعلم النفس، بأنه مجموعة من الاستجابات التي يُظهرها الفرد نتيجة تعرضه لمثيرات داخلية أو خارجية، ويعكس طريقة تفاعله مع بيئته، من خلال أشكال وأصناف مختلفة.

أشكال السلوك

وعن أشكال السلوك قالت: يظهر السلوك بشكل ملاحظ ويسمى “الظاهري”، وهو السلوك الذي نستطيع رؤيته مثل، الصراخ، التنمر، العنف والعدوان، احمرار الوجه، أما السلوك غير الملاحظ أي “غير الظاهري” وهو سلوكيات غير مرئية ولكن يستدل عليها من خلال السلوكيات الظاهرة، مثل: سرعة التنفس، العمليات الحسية، النشاط الذهني، زيادة ضربات القلب.

وعن أصناف السلوك أفادت د. عمران كيف صنف علم النفس السلوك إلى سلوك إيجابي (مرغوب فيه) يُعزز القيم المرغوبة كالتعاون، الاحترام، الانضباط، التهذيب، وسلوك سلبي “غير مرغوب فيه” مثل العدوانية، التمرد، أو عدم الالتزام بالقواعد المدرسية.

وحول تعديل السلوك، بينت أنه عملية تغيير السلوك من سلوك غير مرغوب فيه، إلى سلوك إيجابي ويرغبه الجميع، وهذه العملية أصبحت ضرورية للآباء والمعلمين للسيطرة على سلوكيات الأطفال وضبطها بما يتوافق مع التوقعات المرجوة منهم.

لذا علينا كمربّين أن نحرص على تعزيز السلوكيات الإيجابية التي تصدر عن الأطفال، لأنها تعد بمثابة الدليل الفعلي على تحقيق التنمية الحقيقة والشاملة لشخصية الطفل من جميع جوانبها، وتعديل السلوكيات السلبية غير المرغوب فيها.

أهداف تعديله

وبينت د. عمران أن لتعديل السلوك أهداف عديدة، من أهمها تعزيز السلوكيات الإيجابية عبر مكافأة الطفل على السلوكيات الجيدة لزيادة تكرارها .

ومن محفزات التعزيز الإيجابي، يأتي التشجيع والثناء، ويعني ذلك تقديم كلمات إيجابية عند قيام الطفل بسلوك جيد، مثل “أحسنت”، أنا فخور بك”، هذا الكلام يعزز من رغبته في تكرار السلوك الإيجابي، وهنا لا ننكر أهمية القدوة الحسنة، فعندما يرى الطفل من حوله (وخاصة أفراد أسرته، ومعلمه) يتصرفون بإيجابية، فإنه يميل لتقليدهم، كذلك يجب ألا ننسى البيئة الداعمة، وتكون من خلال توفير جو آمن ومشجع في المنزل أو المدرسة يساعد على نمو السلوك الإيجابي، والأهم الحوار الإيجابي مع الذات، ويعني تعليم الطفل كيفية التحدث مع نفسه بطريقة محفزة، مثل “أنا قادر على النجاح” بدلاً من “أنا فاشل” مثلاً.

وتابعت د. عمران: ومن أهداف تعديل السلوك أيضاً تقليل السلوك السلبي، من خلال مجموعة من التقنيات والاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لتعديل السلوكيات غير المرغوبة أو السلبية، ومن هذه التقنيات، العقاب الإيجابي، ويتضمن هذا العقاب إضافة حافز منفر لتقليل احتمالية حدوث سلوك ما.

لأنه عندما يتبع سلوك معين نتيجة غير مرغوبة، يصبح من غير المرجح أن يحدث هذا السلوك في المستقبل، يُستخدم هذا العلاج لإضعاف السلوكيات غير المرغوبة، ومع ذلك، يجب استخدامه بحذر، لأنه قد يؤدي إلى عواقب سلبية غير مقصودة.

مثال على العقاب الإيجابي: حين يلمس الطفل موقداً ساخناً فيحترق، الألم (المحفز المنفر)، المضاف بعد السلوك يقلل من احتمالية أن يلمس الطفل الموقد مرة أخرى.

فيما يتضمن العقاب السلبي إزالة الحافز المرغوب لتقليل احتمالية حدوث سلوك ما، فعندما يؤدي سلوك معين إلى فقدان شيء ممتع أو مرغوب فيه، يصبح السلوك أقل احتمالية للحدوث في المستقبل، مثال ذلك عندما يتجاهل الطفل أداء واجبه المدرسي، يقوم والده بحرمانه من استخدام الهاتف الجوال لمدة أسبوع، ويؤدي ذلك إلى تقليل احتمالية تجاهل الطفل لأداء واجبه مرة أخرى.

وأيضاً هناك التجاهل المنظّم، ويقصد به تجاهل السلوك غير المرغوب فيه حتى يختفي تدريجياً، وهذه الطريقة فعالة في بعض الحالات مثل نوبات الغضب التي تهدف لجذب الانتباه.والأهم أيضاً التدريب على المهارات البديلة، بمعني تعليم الطفل سلوكاً بديلاً أكثر إيجابية، كتعليمه التعبير عن الغضب بالكلام بدلاً من الصراخ، هنا لا بد من تحليل السلوك الوظيفي، أي فهم أسباب السلوك السلبي من خلال تحليل المثيرات والنتائج التحلي بالصبر.

وأوضحت د.عمران أن كلّ طفل يمثل مرآة صغيرة تعكس الأساليب التربوية التي يتم اتباعها معه سواء في البيت أم في المدرسة، وعلينا كوالدين أو كمربين ومعلمين أن نتحلى بالصبر والحكمة لمساعدة أطفالنا في الوصول لأفضل نسخة ممكنة من ذواتهم، وأن نحرص على تعديل سلوكهم وفق خطّة منظمة تستهدف تعزيز سلوكياتهم المرغوبة وتعديل سلوكياتهم غيرالمرغوبة باستخدام ما يتناسب مع خصائصهم وشخصياتهم من فنيات تعديل السلوك.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر