الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
هل تراجع الشكل التقليدي للثقافة مع كل هذا الاستخدام الواسع للتكنولوجيا الإلكترونية…؟
وما الأساليب الجديدة لأنماط الثقافة المتعالقة مع ثقافة رقمية لابد منها…؟
لا شك أن مفهوم الثقافة البديلة بدأ يظهر مع كل هذا التطور التكنولوجي الذي يمس مختلف مواضع حياتنا بشكل مباشر، وإذا كان هناك تيار اعتاد الثقافة بشكلها التقليدي ويعاند كل هذا الطغيان المتعدد المفاهيم والذي تحكمه عوالم افتراضية، فعلى ما يبدو أنه مجبر على التخلص من اعتياديته.
لماذا…؟
لأننا أمام وقائع ثقافية مختلفة تتحكم على وجه الخصوص بالجيل الجديد، تصنع ثقافة متأثرة بأنظمة تقنية سريعة التدفق، وأصبحت الحالة الرقمية وثيقة الارتباط مع مختلف أوجه الثقافة وأنشطتها وفعالياتها، الأمر الذي يجعلنا نعيش تحولات ثقافة شاملة في عصر تتزايد أهمية ثقافته الرقمية.
في سورية ورغم كل ماعاننياه ما زلنا نحتفي بثقافة رغم كل أزماتها الاقتراب من حالة ثقافية ترتبط بمكونات التكنولوجية وأشكالها اللانهائية ومع ذلك تحافظ على أصالتها من خلال اهتمامها بالآثار والتراث ومختلف الأوجه الفكرية والأدبية دون أن تنسى رصد الجوائز السنوية لشتى صنوف الإبداع.
وما الاحتفاء السنوي بيوم الثقافة السوري إلا على دلالة على امتلاكها حالة خاصة تجعل كل من يتعاطى مع إبداعها يدرك العمق الحضاري الذي تنتمي له الثقافة السورية، ويجعلها عصية على التخبط، مهما كانت العواصف عاتية وتهدف إلى الحاق الأذى بثقافتنا أو بلادنا.
العدد 1216 –3- 12 -2024