داعش في ضيافة طالبان

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســــــم:
تفتح شهية داعش على التوسع شرقاً وفق التأكيدات الروسية، ومن البوابة الأفغانية التي تتحضر لوداع الأميركيين والناتو عسكرياً، تفتح باب الاحتمالات المتأرجحة على جبهات طويلة الأمد،

بعد أن أخرجته سياقات الإخفاق في جبهات المنطقة من حيّز وجوده الوظيفي، وهي تدفع بأوراق المجابهة لتكون معياراً لتجاذبات العلاقة بين الشرق والغرب، بنسختها المحدثة.‏

فتحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خطر داعش في أفغانستان, ومن ثم حديث وزير خارجيته لافروف عن احتمالات تمدد الإرهاب باتجاه الدول المجاورة، تترجم إحداثيات الانقلاب في مسار الهجرة الداعشية، وخطوات ارتدادها في سياق مهمة وظيفية تميط اللثام عن أسئلة خطيرة مؤجلة, أو ربما كانت غير متوقعة, في سياق التداعيات التي يثيرها وجود داعش, ابتداء من ظهوره وليس انتهاء بالاتجاهات التي يرسمها مسار تحركه غرباً وشرقاً.‏

حضور داعش في ضيافة طالبان يتقاطع في التوقيت -على الأقل- مع الإعلان الأميركي بأن أفغانستان لم تعد مصدراً للإرهاب، حيث وجوده فيها فقط في إطار وظيفي بحت, وتنفيذاً لمهمة أميركية مستجدة!! وهو ما يتطابق مع تسريبات عن مخاض ولادته ومعسكرات إنتاجه, التي تتكشف مع سقوط أوراق الذعر الغربي وهواجس القلق المفتعلة التي اشتعلت في الأشهر الأولى من امتداده المفاجئ في العراق, واستنفار أدوات المواجهة الدعائية الغربية, بدءاً من التحالف الأميركي وليس انتهاء بعروض المساعدة التي انهالت من جهات الأرض بتبريكات غربية مشوبة بكثير من الشكوك في غايتها وأهدافها.‏

فبعد زوبعة الهلع الغربي من الإرهاب، والهجرة القادمة باتجاه عواصم الغرب، وارتدادات الحديث الغربي الممجوج عن الخطر الذي يجسده, تأخذ الخرائط الإضافية لإحداثيات التحرك الداعشي -التي رسمها التحذير الروسي- موقعها داخل المعادلة الدولية, التي تطفو على سطح التساؤلات الحائرة, حول سلوكية التنظيم ومواخر إنتاجه الغربي, التي أسلمت القياد لافتراضات خارجة من مطبخ الاستخبارات الغربية، وعممت سيناريو افتراضياً موازياً على جبهات اشتعلت لتبقى مفتوحة أمام الأعين، فيما تتوارى خلفها خطط الحراك الداعشي على موجة الإحداثيات الغربية.‏

قد لا يكون المشهد قادراً على تقديم الإجابات المنتظرة، لكنه يقدم جزءاً من أحجيات الجزم الأميركي والأردني معه بأن الطائرة الأردنية لم تسقط بنيران داعش الحليف الذي ترعرع في الكنف، كما تربى في الحضن!! وهو ما يقود في نهاية المطاف إلى إعادة النظر في كثير من مسلّمات طاغية، مارستها الدعاية الغربية حول الإرهاب والأدوار الإقليمية الضالعة في تنفيذه، ليكون بنسخته النهائية مطابقاً لمواصفات الطلب الأميركي، ولتكون الخرائط الناتجة عنه متوافقة من ناحية الاتجاه مع متطلبات المواجهة القائمة على المسرح العالمي بنموذجها المعمّم أميركياً.‏

ما يلفت في الاستنتاجات المرافقة، قد لا يقتصر على ما يجول في خاطر الغرب، وهو يعيد تدوير الزوايا ليكون الإرهاب مطيّته في مواجهة مفتوحة وطويلة الأمد، بل يفسّر إلى حدّ بعيد «تبشيره» المتزايد بتلك المواجهة مع داعش التي تمتد لسنوات وفي بعضها لعقود، باعتبار أن هجرته نحو الشرق ستفتح بوابات لمعارك لا تنتهي، في وقت تبقى فيه الجبهة الأفغانية وقوداً إضافياً، وورقة احتياطية على الأجندة الأميركية لإغراق العالم من جديد برمالها المتحركة.‏

جمرة الإرهاب التي تريد أميركا أن تدحرجها نحو الشرق لم تعد افتراضاً، ولا هي مجرد تقولات في واقع دولي يتحضّر لمواجهة مفتوحة تستحضر الأوراق القديمة، كما تزجّ بالجديد منها في سلة أميركية ترمي حممها المتفجرة على أصقاع المعمورة، وتعيد إشعال الجبهات الخامدة أو التي لم تعد مصدراً للإرهاب حسب توصيف الرئيس الأميركي بعد سنوات من استعراض عضلات الناتو في بقاعها، ولتعود «تورا بورا» إلى الواجهة بنسخة داعشية ممهورة بدمغة غربية حصرية.‏

الأخطر في السياق، ما يتم تداوله في أروقة البحث عن جذور التنظيم والأصابع الإقليمية المتلونة في احتضانه.. نشأة وتدريباً ورعاية، سواء جاءت بوجهها الأردني الذي تتكشف أسرار علاقته تباعاً.. أم بالجذر التركي الذي تتكرس معالمه وملامحه من خلال تحالفاته مع التنظيمات الإرهابية، حيث كرة الثلج المتدحرجة لن تُبقي خلفها ما يمكن مداراته، حتى لو كانت تحت سلطة الحماية الأميركية التي تضطر بعض الأحيان، إن لم يكن في جميعها، للتضحية ببعض البيادق والأدوات إن اقتضت الضرورة ذلك!!‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة