الثورة – عادل عبد الله:
يتوافد المغتربون على أرض سوريا الحرة، بعد أن تحقق النصر بالحرية، مؤكدين أنها مقصدهم الأول في هدفهم وزيارتهم لأي دولة، سوريا أصبحت واحدة من أكثر البلدان إثارة للاهتمام التي يمكن زيارتها في العالم.
وفي إطار ذلك قام وفد التحالف النسائي السوري في المغترب بزيارة سوريا، وتضمنت زيارتهم جدول أعمال حافل لتعزيز التعاون ودعم جهود إعادة الإعمار، شمل زيارات ميدانية إلى المناطق الأكثر تضرراً من الحرب، وجولات إنسانية ومجتمعية في عدد من المناطق المنكوبة، من بينها جوبر ومنطقة الكيماوي، وعاينوا آثار الدمار وشهدوا معاناة السكان بشكل مباشر، إضافة إلى لقاءات مع شخصيات بارزة ومؤسسات محلية، مؤكدين التزامهن بالمساهمة في دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية.
الوفد المكوّن من 17 سيدة أعمال سورية مغتربة من دول (الولايات المتحدة، كندا، ألمانيا، الإمارات، وقطر) التقى أسر الشهداء، أطفالاً يتامى، وناجين فقدوا عائلاتهم بالكامل، كما تضمنت الجولة لقاءات مؤثرة، مثل حمل أصغر يتيم فقد والده منذ شهر واحد، والاستماع لشهادات ناجين يعيشون وسط دمار هائل شمل تدمير أكثر من 23 مسجداً في منطقة واحدة لا تبعد سوى 5 كيلومترات عن العاصمة دمشق، وتضمنت الزيارة لقاءات مع جمعيات خيرية، من بينها جمعية المكفوفين، وتم تسليط الضوء على أهمية دعم الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، والتعاون لتقديم مشاريع تنموية مستدامة.
وحرص الوفد على زيارة الجامع الأموي، أحد أبرز المعالم التاريخية في دمشق، إضافة إلى مطرانية السريان، للتأكيد على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والديني الذي يميز سوريا.
وفي ختام الزيارة أكدت المهندسة جود عطري- إحدى عضوات الوفد لـ”الثورة” أن هذه الزيارة لم تكن مجرد جولة تقليدية، بل جاءت بهدف تحقيق العديد من الأهداف المحورية، منها: تسليط الضوء على الجهود المبذولة لإعادة بناء سوريا الحديثة وإبراز إمكاناتها أمام المجتمع الدولي، ودعم دور المرأة السورية في التنمية الاقتصادية والمجتمعية، سواء داخل الوطن أم في بلاد الاغتراب، وبناء شراكات إستراتيجية بين الجمعيات الخيرية والمؤسسات الفاعلة لدعم المشاريع التنموية، وإبراز قصص نجاح النساء السوريات في مختلف المجالات، كأمثلة حية على الصمود والريادة، وكذلك توفير فرص اقتصادية للسيدات السوريات في المناطق المتضررة، وتعزيز الاستثمارات في المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وتأمل عطري أن تكون هذه الزيارة بداية لسلسلة من المبادرات التي تساهم في دعم استقرار سوريا وازدهارها، من خلال التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، مشددة على ضرورة تشكيل لجان متخصصة بالبنية التحتية، خاصة بعد زيارة عدد من المناطق المدمرة ولقاء عائلات لا تزال تعيش تحت أنقاض المنازل، مما يشكل خطراً متزايداً على حياتهم. وقالت: نعمل على دعم جهود تكوين لجان خاصة لإعادة تأهيل هذه المناطق وضمان سلامة سكانها.
وعن انطباعات الوفد، صرحت السيدة عزة بدرة، نائبة جمعية “بسمة أمل” الأمريكية، أن الزيارات المتكررة لسوريا ورغم شدتها، تجعلها ترى أبعاد المأساة السورية بشكل أوسع وأشمل مع كل زيارة جديدة.
ربى الهاشم دعت إلى ضرورة التركيز على تطوير التعليم، مشيرة إلى أهمية التعاون مع شركات تقنية عالمية مثل “مايكروسوفت” لتحديث العملية التعليمية بما يتناسب مع متطلبات العصر.
وأكدت عضوات الوفد أنهن سيعملن على توثيق هذه التجربة ومشاركتها على نطاق واسع بهدف تسليط الضوء على التحديات والفرص التي تواجهها سوريا اليوم، ودعم كل المبادرات التي تسعى لتحقيق استقرار البلاد وازدهارها.
وفي ختام الزيارة، التقى الوفد بعدد من سفراء الدول المعتمدين في سوريا، حيث ناقشوا سبل التعاون لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدين أن المرأة السورية ستظل عنصراً محورياً في إعادة بناء الوطن.
#صحيفة_الثورة