زيارة الوفد الروسي إلى دمشق.. الشرع طالب موسكو بتسليم الأسد

الثورة – عبد الحميد غانم:

زار دمشق وفد روسي رفيع المستوى، هو الأول منذ سقوط النظام المخلوع، وترأسه ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف.
الزيارة جاءت تتويجاً للرسائل التي تبادلها الطرفان خلال الفترة التي أعقبت سقوط نظام الأسد المخلوع.
فقد أكد القائد أحمد الشرع – في حديث سابق لمحطة العربية – أن روسيا ثاني أقوى دولة في العالم ولها أهمية كبيرة، وأوضح أن الإدارة الحالية لا تريد أن تخرج روسيا بطريقة لا تليق بعلاقتها الطويلة مع سوريا، وأكد أن الإدارة الجديدة تتطلع إلى مصالح الشعب السوري أولاً، ولا تريد إثارة المشاكل والصراعات مع الدول الخارجية.
وبالرغم مما أثير عن أن قناة التفاوض بين موسكو ودمشق ليست على ما يرام، إلا أن رئيس الوفد الروسي – بوغدانوف – اعتبر أن الزيارة خطوة باتجاه تعزيز العلاقات التاريخية بين روسيا وسورية وفق قاعدة المصالح المشتركة.
مستقبل العلاقات..
أهمية الزيارة أنها تأتي لمناقشة موضوعات مهمة تخص مستقبل العلاقات بين البلدين في وضع سياسي جديد في سورية والمنطقة.
الزيارة ركزت على بحث مستقبل القواعد الروسية في سوريا، ومحاولة إيجاد صيغة تعاقدية جديدة لوضعها القانوني، وهي تلقي الضوء على معرفة طبيعة العلاقة الجديدة مع موسكو، كما تود أن تراها القيادة السورية الآن، وهي أن تكون علاقة متوازنة، وتتسم بالتوازن الاستراتيجي والندية، لا أن تكون قائمة على المصلحة النفعية من جانب الطرف الروسي، فإغلاق القواعد سيكون بمثابة ضربة لطموحات روسيا في الحفاظ على موطئ قدم في البحر الأبيض المتوسط، خاصة أن لروسيا قاعدتان عسكريتان رئيسيتان في البلاد، وهما قاعدة طرطوس البحرية على البحر الأبيض المتوسط، والتي يعود تاريخها إلى الحقبة السوفييتية، وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية، والتي أنشأتها القوات الروسية في عام 2015 خلال حرب النظام المخلوع على شعبنا.
سبق الزيارة ترتيبات وتحضيرات، على أن تتركز مباحثاتها على وضع قواعد للعلاقة بين الطرفين خلال المرحلة المقبلة من خلال التوافق والتنسيق بينهما، بشكل أشبه بحوار واسع يشمل بحث كل الموضوعات المتعلقة بمستقبل العلاقات التي تهم دمشق وموسكو.
كما تأتي الزيارة، للوقوف عند ملفات مصيرية، تتعلق أيضاً بمسألة منح موسكو للرئيس المخلوع حق اللجوء، وهنا نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر لها بأن القائد الشرع طالب روسيا بتسليم الأسد، وكذلك مصير المزايا والعقود التي حصلت عليها الشركات الروسية في سورية – في عهد الأسد المخلوع-، خاصة في ظل حالة القلق الروسي بعد إلغاء القيادة السورية العقد الموقع عام 2019 مع شركة روسية لتطوير ميناء طرطوس، كما تناقش سيطرة روسيا على الاستثمارات الاقتصادية (الفوسفات – التنقيب على الغاز في الشاطئ – معمل البتروكيماويات)
علاقة متوازنة
ومن هنا لابد من إعادة النظر في الاتفاقات التي أبرمها النظام البائد مع روسيا دون الحصول على شرعية المؤسسات التشريعية السورية ولم تحظ بموافقتها، وإنما مررت عبر مراسيم رئاسية كان المخلوع يوقعها، وبالتالي يجب أن تكون العلاقة متوازنة، وتتسم بالتوازن الاستراتيجي والندية، لا أن تكون قائمة على المصلحة النفعية من جانب الطرف الروسي.
إعادة النظر في الاتفاقات الجائرة..
لذلك لابد من إعادة النظر في تلك الاتفاقات الجائرة، خاصة لأنها رهنت الاقتصاد السوري برمته لصالح روسيا التي شاركت قواتها في سورية في حرب الإبادة التي ارتكبت بحق الشعب السوري.
وكانت سورية من أوائل الدول التي تستخدم التسليح الروسي خلال عقود، ووصلت عقود التسليح إلى ثلث الموازنة السورية في كل عام.
ومن هنا، لا تعتزم الإدارة السورية الجديدة قطع العلاقة مع موسكو، وتريد اعتماد سياسة التوازنات مع القوى الدولية، فهي لا تريد الارتماء بشكل كامل في أحضان الحلف الغربي (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)، ولا الارتماء بأحضان الحلف الشرقي (الصين وروسيا)، وإنما تريد علاقاتها الدولية الجديدة ضمن هذه التوازنات بما يضمن مصالح سوريا وشعبها وعلاقاتها بالمجتمع الدولي.
حوار بناء
وفي تصريحات لموقع “روسيا اليوم”، قال بوغدانوف إن رئيس الإدارة السورية، أحمد الشرع، ترأس المباحثات مع الوفد الروسي، والتي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات، وتخللها غداء عمل، شارك فيه وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الصحة، ماهر الشرع، في حين ضم الوفد الروسي ممثلين عن مختلف المؤسسات الحكومية الروسية.
وذكر بوغدانوف أنه “تميز الحوار بطابع بنّاء وعملي، وجرى التأكيد على الطابع الودي لعلاقات الصداقة بين البلدين منذ حصول سوريا على الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية، وتم التأكيد على التعامل المبدئي الثابت في العلاقات الثنائية والتي تتميز بطابع استراتيجي وتهدف للحفاظ على وحدة واستقلال الجمهورية العربية السورية”.

وأوضح أنه “أكدنا أن الأحداث التي عاشتها سوريا في السنوات الأخيرة، والتغير الذي حصل في قيادة البلاد، لن تبدل طبيعة العلاقات بين بلدينا”، مؤكداً أن روسيا “جاهزة دوماً للمساعدة وتقديم العون في استقرار الأوضاع والوصول إلى حلول مناسبة لمختلف المشكلات الاقتصادية والاجتماعية”.
وأضاف أن ذلك “يتحقق عبر الحوار البناء والمباشر بين مختلف القوى السياسية والفئات الاجتماعية في سوريا، وعبرنا عن القناعة بأن العمل في هذا الاتجاه ينبغي أن يستند إلى الوفاق الاجتماعي الذي يعتبر الضمانة الأكيدة لتحقيق وحدة وسيادة واستقلال سوريا”.
وضمن هذا السياق، وكنتيجة أولية للزيارة والمباحثات، ثمة خيارات قد يتم اللجوء إليها للإبقاء على القواعد الروسية، مقابل تقديم موسكو أشكالاً مختلفة من الدعم السياسي والاقتصادي وفي مجال الطاقة، وحتى الدعم العسكري للسلطات الجديدة، نظراً لأن كل الأسلحة في سوريا من أصل روسي، مما يحافظ على توازن مصالح الطرفين في سوريا والمنطقة عموماً.
#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
تحرير الأموال المجمَّدة.. كريم لـ"الثورة": على مغتربينا الأثرياء الاستثمار داخل بلدهم ArabNews: إعادة بناء البنية التحتية أمر ضروري لتعافي سوريا  الدفاع التركية: القضاء على 14 إرهابياً شمالي سوريا وزير الداخلية التركي: عودة أكثر من 81 ألف سوري منذ سقوط الأسد قطر ترحِّب بخطوات إعادة هيكلة الدولة السورية "روبرت بيتي": أدلة كثيرة على جرائم نظام الأسد يمكن استخدامها لتحقيق العدالة الأمم المتحدة: ندين أي إجراءات تتعارض مع بنود اتفاقية فض الاشتباك محلل اقتصادي لـ"الثورة": رسم السياسات الاقتصادية بحاجة لرقم إحصائي أقرب للواقع الاتفاقيات الدولية الثنائية مهمة.. الرسوم الجمركية أحد التوجهات الهامة لحماية الصناعة الوطنية خبير مصرفي لـ"الثورة": الرسوم الجمركية قيد الاختبار والسوق من يحدد تنسيق العمل الإنساني والصحي مع "أطباء بلا حدود" جلسة في البرلمان البريطاني لمناقشة الوضع في سوريا بعد سقوط النظام البائد وفود ودبلوماسيون ومؤتمرات أوروبية.. زخم عربي ودولي للتضامن مع سوريا ودعم التعافي سوريا تجدد التزامها باتفاقية فض الاشتباك.. بعد لقاء "الشيباني وأبو قصرة" وفداً أممياً.. هل تلتزم "إس... تقديم الاستضافة ضمن الجامعة وفروعها يلامس الهموم ويتطلب التوضيح منح مهلة إضافية ٣ أشهر لطلاب الدراسات العليا جامعة دمشق .. من درجة علمية إلى أعلى في سلم التصنيفات العالمية محاصيل الحديقة الطبية لكلية الزراعة تدخل طور الإنتاج تعافي قطاع المقاولات بحلب يسهم في دفع عجلة التنمية تنظيم وتحسين خدمات أسواق دمشق