قبل كل شيء، لابد لنا كسوريين خارجين للتو من تحت الرماد أو تحت الركام، ركام خمسة عقود من الطغيان والاستبداد والظلم، أن نعي جيداً أن عملية (معركة) الإصلاح والتطهير التي تقوم بها الإدارة السورية، لن تكتمل وتحقق نتائجها وثمارها المرجوة، إلا عندما نصغي جيداً إلى صوت الضمير والعقل والوعي الوطني الذي يرتكز ويستند على مسؤولية أخلاقية وإنسانية، قبل أن يستند على المسؤولية الوطنية.
في حقيقة الأمر، تبدو معركتنا اليوم، وبموازاة معركة تطهير الوطن من كل فلول النظام المجرمين، تبدو معركة وعي وضمير، لاسيما وأن المتضررين من سقوط النظام كثر ومن كل أطياف وشرائح المجتمع، وبقدر ما نكون يقظين وواعين لخطورة هذه المرحلة التي هي ممهدة وضرورية للبدء بمرحلة البناء والتنمية، بقدر ما نعبر بسرعة إلى بر الأمان وبأقل الخسائر والأثمان البشرية.
قطعان وفلول النظام في الداخل والخارج، تحاول اليوم عبر منصات ووسائل التواصل الاجتماعي بث سمومها في مشهد الفرح السوري الذي يعم أرجاء الوطن، عبر الإلقاء بلوثة الطائفية في كل العناوين والتفاصيل من أجل حرف بوصلة السوريين عن تحدياتهم القادمة بالعمل والنهوض والبناء والتنمية.
محاولاتهم الخبيثة لن تعوق عملية النهوض والبناء التي بدأناها بجدارة وزخم وتميز، خصوصاً في المحافل السياسية والدولية، والأهم أن نتبين الحقيقة، خوفاً من أن نقع في المحظور ونشرع بأيدينا أبواب حاضرنا ومستقبلنا على المجهول.