الثورة – حسين صقر:
الإدمان بجميع أشكاله وأنواعه أمر سلبي، وأسوأ عادة أن يعتاد المرء عادة، شرط أن يفرق بين ظاهرتي المواظبة أو المثابرة وبين التعود، فالأولى إيجابية والثانية سلبية.
والإدمان والمواظبة يلتقيان في نقطة واحدة وهي القلق والتفكير، للقيام بما عقد العزم عليه، لكن يختلفان بالتنظيم والبرمجة الصحيحة.
وإدمان وسائل التواصل ومعرفة كل جديد فيها، غالباً ما يتحول لظاهرة سلبية لأنها تسبب عدم الراحة والقلق والاستنفار الدائم لما كتب أو نشر أو أذيع على تلك الوسائل، وشيئاً فشيئاً يتحول الهاتف من وسيلة لتأدية الخدمة، إلى مصدر للتوتر والانزعاج، نتيجة قراءة رسالة أو خبر أو مادة معينة، ويعتبر القلق والإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي من التحديات الشائعة في الوقت الحالي، والتي تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية.
خطوات عملية
وفي هذا الإطار يؤكد الاختصاصي النفسي محمد جابر قسطلاني أن ثمة استراتيجيات فعالة للتعامل مع القلق، وخطوات عملية للتخلص منه، كالقيام بممارسة تقنيات التنفس العميق عند الشعور فيه، وعملية شهيق وزفير لمدة أربع ثوان، وممارسة التأمل واليوغا، أي كأن نخصص وقتاً لهذه الأنشطة، وهو ما يساعد على تهدئة العقل وتحسين التركيز.
وأوضح قسطلاني أن التواصل الاجتماعي المباشر واللقاءات والتحدث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة عن مشاعرنا، يساعد في تخفيف حدته، وكذلك ممارسة الرياضة بانتظام، وتساهم في إفراز هرمونات السعادة وتخفيف التوتر.
تدوين الأفكار
وأضاف الاختصاصي النفسي، لابد من اعتماد تدوين الأفكار، والاحتفاظ بمذكرة لكتابة المشاعر والأفكار، وهو ما يساعد أيضاً على فهم مصادر القلق والتعامل معها بشكل أفضل، موضحاً أهمية تحديد المواقف أو الأشخاص الذين يثيرون قلقك، والعمل للابتعاد عنهم أو محاولة التعامل معهم بطريقة مختلفة.
التعامل مع الإدمان
وبين أن هناك خطوات للتخلص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، وقال : إن الإدمان أياً كان نوعه، سواء كان مادياً كالشرب أم الطعام وغيره، أم معنوياً كالاستماع أو القراءة أو الحديث، يترك آثاراً سلبية، ولهذا لابد من تحديد أوقات معينة لاستخدام تلك الوسائل، والالتزام بها، وكذلك استخدام تطبيقات معينة لتحديد الوقت المسموح لاستخدامها، كما لابد من إلغاء الاشتراكات غير الضرورية، أي إلغاء متابعة الحسابات التي لا تضيف قيمة لحياتك أو تسبب لك مشاعر سلبية، وتفعيل وضع عدم الإزعاج إذا اقتضت الضرورة وذلك خلال أوقات معينة، مثل وقت النوم أو أثناء العمل.
استبدال الوقت
وقال الاختصاصي النفسي: يمكن البحث عن أنشطة بديلة لقضاء الوقت، مثل القراءة، أو ممارسة هواية جديدة، أو الخروج في نزهة، وتحديد الأهداف الواضحة للتقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تقليل الوقت اليومي بمقدار نصف ساعة، في وقت يجب أن تكون فيه واعياً لمشاعرك عند استخدام تلك الوسائل، وحاول ممارسة تقنيات الاسترخاء، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والانخراط فيها خارج الإنترنت، مثل الانضمام إلى مجموعات أو نواد محلية، لتعزيز العلاقات الحقيقية.
وختم قسطلاني من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات والخطوات، يمكنك تحسين صحتك النفسية وتقليل تأثير القلق وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي على حياتك اليومية، وتذكر أن التغيير يحتاج إلى وقت وجهد، ولابد من الصبر.