من دون إطالة، “مسك وعنبر” كان مسلسلاً، أيام زمان، من بطولة الفنان دريد لحام، أما بطله الحقيقي فهو أبو كلبشة الذي يستطيع أن (يشدّ) الفنان لحام، ليدخلنا في كوميديا حمراء، لا قيمة فيها لوطن ولا مواطن.
حارة المسك والعنبر التي بناها عصر النقابات والاتحادات الهاربة على شكل غيتو من القانون والديمقراطية والحقوق هي ذاتها الحارات التي أسسها ما سمي (الحزب القائد للدولة والمجتمع) وسماها نقابات واتحادات، واتكلّ فيها على عاقري النوق، وهو يراهن كل خمس سنين على خطة خمسية تجعلها مشابهة للنقابات اليابانية، ولم نر من تلك النقابة ولا أختها إلا ما قال لهما أبوهما: (من منكما أبغى؟) فردتا كلتاهما معاً: (تلك التي تحاضر أكثر في العفاف)!
كي نبني رياضة ليست كالمسك والعنبر، علينا أن نبدأ من الحارات الفعلية، هناك المواهب والكوادر المطموس على قلوبها من قبل ما سمي (الحزب القائد)، والتي لم تتلوث أيديها بالمحاضرة عن العفاف، ولم يرتكب جنحة بإشراك (صبي أركيلة) كلاعب في فريق ممثل دولياً، ولا جناية بإطلاق حمامة أمام (بطل الرماية) في مسابقة دولية احتضنتها ملاعبنا ذات يوم بعد أن جعلها تسكر، ولا تكاد تستطيع أن ترف بجناحيها بحيث يمكن إسقاطها (بالنقيفة)، وإطلاق أخرى أمام خصمه الأجنبي المحترف تطير فزعة وكأنه تم تهديدها بأمن عائلتها، لا يمكن للصقر أن يدركها ببصره الثاقب!
نتكلم عن نقابات واتحادات صنعت فضائح دولية بقيادة- أبو كلبشة وفريقه- الذي فرض الأتاوة حتى على (أبو كاسم) بائع الخيار في زمن غير محسوب على تاريخ الحضارة، وكي نبني رياضة لا كالمسك والعنبر، علينا أن ننسى حارة أبو كلبشة، ونتجه إلى الحارات الخصبة التي يريد الرياضي فيها أن يعمل كي يكون لا أن يكون كي لا يعمل.
السابق
التالي