الثورة – عمار النعمة:
صدر حديثاً، ضمن المشروع الوطني للترجمة، كتاب “زمن النهاية- النُّخب والنُّخب المضادة، والمسار المفضي إلى التفكك”. تأليف: بيتر تيرشن، ترجمة: د. نايف الياسين.
منذ أكثر من ربع قرن من الزمن، يدمج بيتر تيرشن، أحد أهم علماء الاجتماع في عصرنا، في دراسة التاريخ مناهج ورؤى من مجالات أخرى. وكتابه هذا تتويج لعمله الذي يهدف إلى فهم العوامل التي تسبب تماسك المجتمعات، وما الذي يسبب انهيارها، ومدى انطباق ذلك على الاضطرابات التي تشهدها الآن الولايات المتحدة الأميركية.
يجادل تيرشن أن دروس تاريخ العالم واضحة؛ فعندما يميل التوازن بين النخب الحاكمة والأغلبية على نحو مفرط لمصلحة النخب، يصبح عدم الاستقرار أمراً لا مفر منه, فمع تصاعد تفاوت الدخول، وتدفق الرخاء تدفقاً غير متناسب إلى أيدي النخب، يعاني عامة الناس، وتصبح الجهود التي تبذلها مختلف شرائح المجتمع للانضمام إلى النخبة محمومة أكثر من أي وقت مضى، ولمَّا كان عدد المواقع المتاحة في صفوف النخبة يبقى ثابتاً نسبياً، فإنّ الإفراط في إنتاج النخب يؤدي حتماً إلى شعور الطامحين للانضمام إلى صفوف النخبة بالإحباط, ولذلك يلجأ هؤلاء إلى تسخير الاستياء الشعبي لمساعدتهم في الانقلاب على النظام القائم, تُظهر نماذج تيرشن أنه عندما تصل المجتمعات إلى هذه الحالة، تصبح حبيسة دوامة يصعب الخروج منها.
#صحيفة_الثورة