الثورة – هفاف ميهوب:
لأن روائع الأدب العالمي، هي الدُرر والأثر الذي يحملُ قيماً فنيّة وجمالية عالية، ولأنها سبيلُ التواصل والتفاهم بين الشعوب، وبين مختلف فنونها الإنسانية.. لأنها كذلك، قام الناشرُ والمؤلف الأميركي إدوين إي غروزيير بالتعاون مع الكاتبة مارغريت غيليت، بتأليفِ كتابٍ قدّما من خلاله، لمحاتٍ موجزة عن “أفضل مئة رواية وروايةٍ عالميّة”.
يتناول الكتاب، ملخّصاتٌ نقلتْ صورة شاملة، عن أشهر ما قدّمه الأدب العالمي من رواياتٍ، لم تنلْ اهتمام عشّاق القراءةِ فحسب، بل والمترجمين الذين عرّفوا هؤلاء القرّاء، بعمالقة الأدب ممن تركوا أعظم الأثر وأبلغه، في سماءِ الإبداعِ والإنسانية والحياة.
هُم كُثر جداً، والغالبية تعرفهم من روائعهم.. تعرف “تولستوي” وبراعته في آنا كارنينا التي صوّر فيها، الخيانة وانعدام القيم في المجتمعات الارستقراطية، مثلما الصراع المحتدم في أعماق الإنسان، بين العقل والروح والغريزة والمشاعر العاطفية.
تعرف فيكتور هيجو، الذي لامسَ بتجسيده لصورِ “البؤساء” أحاسيسنا ومشاعرنا، وإلى الدرجة التي تماهينا فيها مع معاناتهم، ورأينا فيها صورنا.
تعرفُ أيضاً، عبقرية “شهرزاد” في “ألف ليلة وليلة”، وما روته من حكايا شيّقة، حملتنا إلى عوالمٍ ساحرة وخيالية.
بالتأكيد، الغالبية تعرف كلّ هؤلاء، وتعرف غوستاف فلوبير الذي مثلما برعَ في جعل مدام بوفاري تثيرُ جدلاً واسعاً بجرأة تناولها للخيانة والتمرّد على القيود الاجتماعيّة، برع في جعل كانديد، تعكسُ عمقَ نقده وسخريته، من الأفكار التي كانت سائدة في عصره، ولاسيما السياسية والدينية.
نعم، يعرف القرّاء كلّ هذا وأكثر، فمن منّا لم يقرأ أو يشاهد، كيف تمكّن دوستويفسكي من التواصلِ مع قارئه عبر “الجريمة والعقاب”، حيث الخير والشرّ والثواب والعقاب؟، وكيف أبدع تشارلز ديكنز في قصّة مدينتين، التي جسدت صراع الطبقات، والأحداث العنيفة التي جرت ما بين لندن وباريس، قبل وبعد الثورة الفرنسية.. أيضاً، إبداعه في تلمَس أعماقنا وإشعارنا، بمقدار الألمِ والبؤسِ والظلم الذي عانى منه أطفالُ، كـ أوليفر تويست المتشرّد في انكلترا القرن التاسع عشر، حيث البيئة الفاسدة والظالمة واللامنتمية؟.
الإبداع الأكبر والأكثر تأثيراً، هو ما رأيناه لدى هارييت بيتشو ستو، وعندما تمكّنت من جعل روايتها “كوخ العم توم”، سبباً لإعادة النظر في سياسة الرق والتفرقة العنصرية، ولإلغاءِ الممارسات السائدة، وقوانين التفرقة والعبودية.
لا شكّ أن كلّ قارئ، يعرف هؤلاء العمالقة، ويعرف شهرة ومكانة إبداعاتهم.. ليس هؤلاء فقط، فما أكثر مبدعي العالم ممن تناولهم الكتاب، ولسنا هنا بصددِ تناولهم كلّهم.
ما أكثرهم، وما أكثر من يعرف بأن بعضهم قدم أكثر من رواية إبداعية.. أما من لا يعرفهم، أو يقرأ أعمالهم، فبإمكانه قراءة هذا الكتاب.. أفضل مئة رواية ورواية عالمية.
صدر الكتاب: عام ٢٠٢٤ ـ عن وزارة الثقافة- الهيئة العامة السورية للكتاب- تمّت ترجمته، من قِبَل أحمد سعود حسن.
#صحيفة_الثورة