“السايكوباثية”.. غطرسة وجرائم  وتلاعب بالمشاعر

الثورة – حسين صقر:
تعد الاضطرابات النفسية، من اضطرابات الصحة العقلية التي تسبب العديد من المشكلات في حياة الفرد اليومية، وفي هذا الإطار هناك سلوك عدواني يتميز صاحبه بالعديد من الصفات السلبية والمرضية كالخيانة والغدر والغطرسة والتلاعب بمشاعر الآخرين، وتلك “الصفات” تجتمع في كلمة واحدة هي السايكوباثية المضطربة.
وصاحب هذه الشخصية يفتقد لأدنى شعور بالتعاطف مع ضحاياه، وعدم الشعور بالذنب أو الندم على  أفعاله الخاطئة، وهو أمر غالباً ما يقود إلى سلوك إجرامي.

تلك النماذج نجدها اليوم في مجتمعنا أكثر من أي وقت مضى، لأنها ترتبط ببعض الحالات الانتقامية، ويعتقد بعض الأطباء النفسيين أن السايكوباثي يمثل قمة التطرف بارتكاب الجرائم والموبقات، مع الاعتداء على الآخرين والكذب والسرقة.
هؤلاء يدعمون اعتقادهم بحقيقة شيوع هذا الاضطراب لدى الأشخاص الذين عانوا أمراضاً وصدمات وهم صغاراً، وبالتالي ارتكبوا بعض الجرائم انتهت بهم في السجون.
– التعامل بوداعة:
وفي هذا السياق قال الطبيب النفسي محمد حسن كلاوي: إنه
تكمن خطورة الشخصية السايكوباثية في عدة جوانب، وهي أن صاحبها قادر على التعامل بوداعة ولطف مع الآخرين، كما أنه قادر على استنباش مديح المحيطين به ونيل ثقتهم، ثم استخدام ذلك في التلاعب بهم، وهو وإن كان في الظاهر يحب من يحيطون به إلا أن سلوكه الحقيقي هو ضدهم، ويتحين الفرصة المناسبة للقضاء عليهم.
ومن هؤلاء يوصم الكثيرون من السفاحين والحكام المستبدين الذين قتلوا الآلاف بأنهم سايكوباثيون، وذلك ينطبق على شخصية رأس النظام البائد المخلوع بشار الأسد، الذي يستدل على سلوكه هذا بارتكابه الجرائم ضد الشعب السوري مع عدم إبدائه ذرة ندم، بل إنه قد يشرعن أفعاله بحجة حماية الوطن، وما يفعله من أجل تلك المهمة فقط!!
– الأعراض:
وأضاف كلاوي أن أسلوب الشخصية السايكوباثية في التعامل مع الآخرين يقوم على الغطرسة والخداع، وخيانة الأمانة والتلاعب بمن حوله، موضحاً أن لا عفوية في ارتكاب المريض لتلك الأفعال، بل يكون لديه اندفاع، ولكن مع عدم تحمل المسؤولية، وبذات الوقت يتصنع الإخلاص، كما لديه القدرة على اكتساب ثقة الآخرين.
– خرق القانون:
وقال الطبيب النفسي: إن المريض السايكوباثي يكرر خرق القانون، كما أنه يهمل سلامته وسلامة الآخرين، ويكرر ممارسة السرقة والكذب والنفاق ويتوق للشجار وارتكاب الجرائم، ولن يبدي أي ندم على ما يفعله من أخطاء، وسريع الغضب، كما يمكن أن يتعاطى المخدرات أو يدمن عليها ويتاجر بها.
وأضاف كلاوي: من غير المعروف سبب الشخصية السايكوباثية، لكن قد يكون للعوامل التالية دور للوراثة والجينات، وإدمان الخمر أيضاً يرفع مخاطر المرض، منوهاً بأن الرجال أكثر إصابة بالمرض من النساء.
– أنواع السايكوباثية:
وقال كلاوي: إن أنواع هذا المرض كثيرة نذكر منها انفصام الشخصية، و اضطراب الفصام العاطفي، والاكتئاب الذهاني، والشعور العظيم بقيمة الذات، والكذب المرضي.
– جدل أخلاقي:
من ناحيتهم يقول بعض الأطباء النفسيين: إن مرض الشخصية السايكوباثية قابل للعلاج، ولكنه علاج صعب للغاية، كما أن أغلبية المصابين به لا يطلبون المساعدة النفسية إلا بأمر من المحكمة.
ومن القضايا الأخلاقية التي يثار بشأنها الجدل حقيقة وجود مرض لدى الشخص، إذ يقول البعض إن تعريف شخص مجرم مثلاً بأنه سايكوباثي يعطيه مبرراً لارتكاب الجريمة لأنه مجبر بجيناته على أن يكون مجرماً، فالذنب ليس ذنبه، وبدل العقاب يجب أن يتلقى مساعدة، لكن آخرين يرون أن تصنيف السلوك الإجرامي بأنه مرض سايكوباثي يعد مدخلاً لإضاعة حقوق ضحايا المجرمين السايكوباثيين، خاصة أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الوراثة تلعب دوراً في كل أنماط السلوك تقريباً، ولذلك فإن هذا ليس مبررا لارتكاب الجرائم ثم الإفلات منها بحجة المرض النفسي المذكور.
ختاماً إن الأفراد المصابين بهذا النوع من المرض يتميزون بشخصيتهم العدائية، والمخادعة، والمتهورة، بالإضافة إلى عدم اهتمامهم بمشاعر الأفراد الآخرين.
#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
الشيباني في لبنان .. من صفحات الماضي إلى آفاق المستقبل عبد الرحمن الدالاتي... السوري الذي أبحر نحو غزة وعاد إلى الحرية إلغاء " قيصر".. لحظة مفصلية نحو التعافي خطوة مفصلية في مسار العلاقات السورية الأميركية الدبلوماسية السورية تنجح في إيصال صوتها.. إلغاء " قيصر" خطوة متقدمة مابعد "قيصر" .. قانونية التبادلات التجارية والمالية مع الخارج الخارجية السورية: إلغاء " قانون قيصر" خطوة إيجابية تعيد تصويب العلاقات مع واشنطن إلغاء"قيصر" يفتح الباب لتطبيع المعاملات المالية وإنعاش قطاعات إنتاجية تحتضر إلغاء قانون قيصر خطوة مفصلية نحو تعافي سوريا واستقرارها التعاون السوري - الروسي - التركي يعزِّزُ التبادل التجاري والاستثماري  مبادرات مجتمعية لتأهيل مدارس ومرافق عامة في درعا مقتل ثلاثة مواطنين في إزرع بدافع الثأر قرار إلغاء العقوبات الأميركية يفتح عهداً جديداً في سوريا  عون والشيباني يبحثان آفاق التعاون السوري – اللبناني وتفعيل القنوات الدبلوماسية هكذا علّق المسؤولون السوريون على قرار إلغاء “قانون قيصر” طلاب  في حمص يعانون لعدم تصديق شهاداتهم.. والتربية توضح بداية عهد جديد يسهم في إنعاش الاقتصاد المتدهور  مضر الأسعد: إلغاء قانون قيصر نجاح كبير للدبلوماسية السورية زيارة الوفد السوري إلى لبنان.. أبعاد سياسية و دبلوماسية مهمة المعتصم كيلاني: إلغاء "قيصر" بداية تحول إيجابي