الثورة – حسين صقر:
بعد أن قام نظام الأسد المخلوع وعصاباته بالتعاون مع ميليشيا حزب الله، بتحويل سوريا إلى مقر لتجار الكبتاغون والأنواع المخدرة الأخرى، وممر لتهريبها وترويجها في البلاد، والدول المجاورة، انتشر خطرها في مناطق مختلفة وأصبحت بين أيدي المراهقين والخارجين عن القانون.لا يمر يوم إلا ونسمع به عن جريمة هنا وأخرى هناك، وذلك بسبب حالات الإدمان وغياب العقل عن متعاطي تلك المادة السمية القاتلة، ومع أن الجهات المختصة والأمن العام لا يألون جهداً في مكافحة هؤلاء وملاحقتهم في أوكارهم وأماكن وجودهم، إلا أن الجرائم التي يرتكبونها تتكرر يومياً، وتتسبب بنشر الفتن والفوضى والخوف والرعب بين طرفي المشكلة التي لن تنحصر في نطاق ضيق بل سوف تمتد عواقبها على الطرفين، وأهالي الحي والقرية، والمنطقة والمحافظة، ومن يعلم ربما لأكثر من مدينة، وهو ما يؤثر سلباً على علاقات الود والسلم الأهلي، كما تتسبب باشتعال نيران الحقد والثأر، ولاسيما بعد تدخل الأهالي وتغييب لغة العقل والمنطق، وعدم تسليم الجناة للجهات المختصة كي تتم محاكمتهم بشكل عادل ويأخذ القانون مجراه الطبيعي بعيداً عن أي محسوبيات أو واسطات أو تدخلات تفسد عملية المحاسبة.
اليوم يعيش السوريون تحت الاختبار، وهم في بداية تأسيس وطنهم المدمر بفعل النظام البائد وأعوانه وعملائه في المنطقة والذين فعلوا ذلك خدمة لمصالحهم ومآربهم الشخصية، ودخل اللعبة معهم على حساب الشعب السوري الذي انطلت على غالبيته مسرحية ذاك النظام الكاذبة والملفقة.
وبالتالي لابد من أخذ الحيطة والحذر، ومساعدة العقلاء من كل القرى والمناطق للأمن العام، وأن يكون أذرعه التي تمتد للمحاسبة وملاحقة المجرمين والمهربين والمروجين، وعيونه التي تراقب ليل نهار حتى انقطاع آخر حبة كبتاغون أو ذرة مخدر من الأنواع الأخرى لتلك المواد القاتلة والتي تذهب عقول الشباب وتسلبهم عافيتهم وتقتل فيهم مشاعر الحب، وتنمي أحاسيس الكراهية والحقد والانتقام، وتبعدهم عن الواقع من خلال الوهم الذي تسببه.
بلادنا اليوم في خطر من هذا الأمر، وإذا لم يتم تطويقه، سوف نكون أمام حالة انفلات أمني لا تبقي ولا تذر، عندها لن ينفع الندم، خاصة وأن هناك من امتهنوا التهريب والتعليب والتصنيع، وبات ذلك لهم مصدر ارتزاق يأتي بمخالفة القانون والخروج عنه، وليس اتباع كل ما هو مخالف له وحسب، بل التحريض على الفوضى، بهدف جمع أكبر عدد من الشبان وتضييع مستقبلهم وجرهم للعمل في تلك البيئة الآسنة.
ممارسات النظام الفاسد ساعدت بتعزيز تواجد عصابات تهريب المخدرات والأسلحة في المنطقة الحدودية، وكل يوم تقوم قوات الأمن العام بحملات تمشيط لضبط المزارع والمستودعات ومعامل صناعة وتعليب مواد الحشيش وحبوب الكبتاغون، لكن نطمح لمزيد من الجهود وذلك بالتنسيق مع الأهالي، لأن كل أبناء قرية يعرفون من يقوم بذلك، ولهذا إذا لم يتم تمشيط جميع المناطق وتنظيفها، سوف تفتك تلك الآفة بأجساد السوريين لتقتلهم ببطء.
# صحيفة- الثورة