الثورة – سعاد زاهر:
إذا كانت مواقع التواصل تأخذ من وقت الكبار وتعيق وصولهم إلى الكتاب والقراءة، فكيف بالأطفال الذين بدؤوا باكراً بتلمس تلك الشاشات واللعب بها، بل ووصل الحال بالكثير منهم إلى الإدمان وعدم إمكانية السيطرة على ولعهم.
الواقع حولنا يظهر أن فئة قليلة تمنع أطفالها عن الهواتف، السؤال هنا.. إذا استمر الحال على هذا المنوال، كيف ستبدو علاقة جيل كامل مع القراءة والكتاب؟
إن مواقع التواصل تبدو في غاية الجاذبية للطفل ومن السهل الوصول إليها، ويعيش من خلالها في عالم لم يعد يحتاج فيه إلى حكايا الجدات عن أليس في بلاد العجائب، أو ليلى والذئب، بل لم يعد يخاف هو شخصياً من مطاردة الذئب حيث يبدو على مواقع التواصل في غاية اللطافة يعيش مع الإنسان إلى جانب وحوش بدأ البعض في لحظة ترف مفتعلة يقتنون تلك الحيوانات المفترسة بالتأكيد لا نعرف سر هوايتهم المجنونة والترويج لها.
كلما التصق بعالم التكنولوجية تقلص لديه بريق القص الأمر الذي يعيق نمو خياله وربما عقله وتفاعله الحي مع من حوله، ويزداد الأمر صعوبة حين يكون للأهل الهواية ذاتها التعلق بعام التكنولوجيا، وهو أمر نفعله بغالبيتنا.
كيف يمكن لنا أن ننقل المعرفة إليهم؟
هل عن طريق تلك الشاشات ذاتها التي لايرغب بالتخلي عنها، وهو أمر نراه في الكثير من المعارض حيث تقوم دور النشر بتحويل الكتب إلى صوت أو صورة، أو أفلام قصيرة.
ولكن في الوقت ذاته كيف نخرجه من دائرة المؤثرات التي تجبره على أن يكون مجرد متلق، يعتاد عقله على الانصياع لكل تلك الصور والأصوات بفعل المشاهدات المكثفة.
نحتاج إبداعاً يفهم ماهية العالم التكنولوجي، ينمي من خلال شخصياته المكتوبة بعناية الجوانب العقلية والخيالية والوجدانية للطفل ومن خلال حبكة الحكاية وسلوكيات الأبطال قد يتمكن الطفل من اكتشاف ذاته ودوره يوما بالتوازي مع تلك الأدوات بحيث لا تطغى على مداركه وتطفئ معانيها.
![](https://thawra.sy/wp-content/uploads/2022/02/photo_٢٠٢٢-٠٢-٢٥_٢١-٥١-٢٣-150x150.jpg)
السابق