في الندوة الحوارية مع ممثلي وسائل الإعلام.. الدغيم: أبواب الحوار الوطني مفتوحة للجميع.. والأهم بقيادة سورية

الثورة – غصون سليمان ورولا عيسى:
يتوق السوريون اليوم بجميع شرائحهم لمعرفة ما يجري من مناقشات واستعدادات للجنة التحضيرية للحوار الوطني، ولأن الإعلام هو النافذة الأوسع لتظهير وإيصال ما يجري في أروقة المجالس والقاعات، اتسمت الندوة الحوارية اليوم بمبنى وزارة الإعلام بالجرأة والصراحة حول مختلف القضايا الإشكالية، وما يدور في خاطر وذهن المجتمع على لسان الإعلاميين والصحفيين من مختلف الوسائل الإعلامية حيث طرحت الأسئلة بلا سقوف.
المتحدث الرسمي باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني الأستاذ حسن دغيم أكد بداية أن الحوار الوطني بين السوريين ليس مجرد كلمة كبيرة وإنما نوعية أيضاً، خاصة وأن السوريين منذ عام 1950 لم يتحاوروا مع بعضهم البعض، ومرت عليهم عهود من الاستبداد والاستعباد والتنكيل الذي مارسه نظام البعث ونظام الأسد، حيث قمعوا الحريات ولم يكن هناك مجرد إبداء الرأي فضلاً عن أن يكون الرأي والرأي الآخر.
وقال: من المهم اليوم أن يبدي السوريون رأيهم في سلطات بلدهم دستورياً واقتصادياً ومؤسساتيا ومساراتها السياسية والدبلوماسية، فموقع سوريا في الإقليم والعالم أمر مهم جداً وهو حلم ونصر إضافي للسوريين.
– جولات على المحافظات:
ولفت إلى أن اللجنة التحضيرية انطلقت بأعمالها من خلال المؤتمر الصحفي الماضي، واليوم تقوم بجولاتها في المحافظات السورية، بدءاً من حمص وحماة وطرطوس، وقريباً في جميع المحافظات.
لا يوجد مواقف مسبقة
الدغيم، أكد أن أبواب الحوار الوطني مفتوحة وليس لدى اللجنة الوطنية أي مواقف مسبقة ولا محاور موجهة نحو الحوار الوطني، وإنما هي عملية تنظيم وإدارة ومساعدة السوريين للوصول إلى بعضهم البعض بآراء منفتحة وأوراق العمل المتخصصة، ولكي يسمعوا بعضهم البعض حول الرؤى والقضايا الوطنية الأخرى، فكل شيء هو للنقاش والحوار ولكن بالمسار العام ما يهم السوريون هو قضاياهم الكبرى.
ويتابع الدغيم قائلاً: سوريا اليوم تحت طائلة العقوبات الدولية، وهذه العقوبات أرهقت الشعب السوري والتي كان سببها استخدام النظام البائد للسلاح الكيميائي، واليوم تم اقتلاع هذا النظام من جذوره ولم يعد هناك أي مبرر لاستمرار تلك العقوبات.
– الموقع الاستراتيجي:
ويشير إلى أنه كما يعلم الجميع أيضاً هناك موقع سوريا الإستراتيجي على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فهي موقع حيوي بين دول الإقليم والعالم، ولكل هذا يجب أن يبدي السوريون رأيهم فيه، موضحاً أن الحوار الوطني هو المائدة المفتوحة التي ينظر بها السوريون إلى حاضر ومستقبل بلدهم سوريا.
– الإنجاز:
وفي رده على استفسارات وأسئلة الإعلاميين والصحفيين حول الكثير من القضايا، أشار الدغيم إلى أن التمثيل السياسي في سوريا مختلف تماماً عن باقي العديد من الدول، ففي مصر بقيت مؤسسات الدولة قائمة وكذلك في تونس، أما في سوريا فإن الوضع مختلف تماماً، حيث مؤسسات الدولة تركها النظام يبابا وخرابا ومركزا للعصابات، فلا يمكن أن نتصور أو نكوِّن أي تشكيل سواء اللجنة الوطنية للحوار أو مجلس اقتصادي وغيره من المجالس من دون العمل على الإنجاز، والذي يتطلب شيئاً من روح الانسجام والتوافق.
– معايير الاختيار:
وحول معايير اختيار اللجنة التحضيرية أكد الدغيم أن اللجنة هي لكل السوريين، بألوانهم وأعراقهم وأديانهم.. مؤكداً أن موضوع المحاصصة والتطييف غير مرغوب فيه.
وذكر أن رئاسة الجمهورية لم ترغب في إعطاء رسالة سلبية للسوريين من أننا لا نمثل بعضنا ولا نحافظ على بعضنا، فتم اختيار الأعضاء على أساس الخبرة مع شيء من التنوع، بمعنى أن أعضاء اللجنة التحضيرية هم موجودون بالتشكيلات الحكومية والمحلية ومن شباب سوريا، وهناك خبرات متنوعة في المجتمع المدني وكبيرة بكل المجالات، وحتى خبرة الاجتماعات مع الأمم المتحدة متوفرة بالأعضاء بنسبه جيدة أيضاً.
– الواقعية والمثالية:
وقال الدغيم: نحن نراعي مسألة الواقعية والمثالية حين تكون في دوله مستقرة فيها حرية وديمقراطية، ويمكن أن تجري حواراً في القضايا الإستراتيجية، أما نحن في سوريا اليوم لدينا عقوبات دولية ولدينا أولوية أمن سوريا ووحدتها وتأمين طرقها ومعابرها، فهي القضية الأساسية لذلك كان اختيار الإنجاز والمسارعة فيه.
وأكد مراراً أن التنوع السوري والموقع الجغرافي وحالة السكان سيتم لحظها جميعها بالمؤتمر، وبالتالي نحن لا نهتم بالشكل على حساب المضمون، لأن المضمون الحقيقي أن السوريين يتكلمون ويتحاورون ويقدمون ورقه عملهم بكل المجالات.
– حوار بقيادة سورية:

الدغيم، لفت إلى أن ما يهمنا هو حوار سوري بقيادة سورية، ونحن عملنا على تنفيذ روح القرارات الدولية بإجراء عملية الحوار الوطني بقيادة سوريا، فلا حاجة للسوريين أن يتآلفوا ويتناصحوا، بل يتبادلون وجهات النظر بتشكيل مستقبل بلدهم، مشدداً على أن الخبرات السورية واسعة جداً بالداخل والخارج، وعلى جميع المستويات القانونية والعملية، بمعنى لا يوجد نقص في المجتمع السوري المتنوع والمجتمع الذي كان مهجَّراً بكل دول العالم قد كسب خبرات عالية، بمعنى أن الكفاءة السورية في الحوار الوطني هي عالية وتلبي الطلب وطموح المجتمع.
وأكد أن جلسات اللجنة التحضيرية ستناقش الوضع الاقتصادي والسياسي والبناء الدستوري والوضع الانتقالي، وكذلك تصورات مستقبل سوريا، مشيراً إلى أن اللجنة تعمل على هذه الأوراق وبياناتها، ومن ثم تأخذ آراء النخب الممثلين لجميع السوريين في تحديد موعد وعدد الذين سيحضرون الحوار الوطني، وقد يتوصل الحوار إلى مؤتمر أو تشكيل مجلس اقتصادي أو تعديل حكومي أو تشكيل هيئة.
– النقاش مفتوح:
وقال الدغيم: بالنسبة إلى الزمن وعدد الحضور والمحاور فإن النقاش فيها مفتوح، وربما يأخذ وقتاً طويلاً يصل إلى سنة أو قصيراً خلال أسبوع.
وأشار إلى أن كل هذه الأمور متعلقة بتوصيات الحوار الوطني على المستوى الشعبي، ومن خلال انعقاد ورش العمل بين منظمات المجتمع المدني وبين السوريين مع بعضهم، وبوصفه مؤتمر النصر هو يسعى لحماية الأمن الوطني، وأمن المواطن السوري وأمن الدولة السورية.
وحول مسألة العدالة الانتقالية بيَّن أنها ستكون من خلال تطبيق القانون، ولا يمكن أن تتساوى كل الأحكام، لكنه بيَّن أن تطبيق العدالة الانتقالية يكون مخففاً عن تطبيق العدالة في الحالة العادية.
وهنا قال الدغيم: إن تسليم السلاح في أرض المعركة إشارة قوية جداً إلى أن من فعل ذلك قادر على أن يستفيد من إجراءات العدالة الانتقالية، ويمكن أن تصدر أحكام ويمكن أن يعاد النظر بها حسب نوع الجرم.
– وحدة الأراضي السورية:
ولفت أنه من المحاور التي سيتطرق لها مؤتمر الحوار الوطني هو وحدة الأراضي السورية على جميع أجزاء الجمهورية العربية السورية، وطبعاً ستكون إدارة هذا الملف لرئاسة الجمهورية العربية السورية.
وأشار إلى أن أهم المحاور التي بدأها المواطنون في الجلسة الأولى في حمص هي حصر السلاح بيد الدولة السورية، وأن لايبقى هناك أي تشكيلات مسلحة خارج إطار الدولة، ووصف الجلسة بالمتميزة، حيث شاركت فيها كل المكونات والشرائح، نساء ورجال وكذلك مغتربين قدموا أوراق عمل من الخارج في أول خطوة.
ولفت أن الجلسة شهدت نقاشاً من النخب والقانونيين والكتاب والشعراء والفنانين بهدف إجراء عملية الحوار الوطني لتشكيل مستقبل سوريا.
– خبرات واسعة:
الدغيم أكد على أن هناك خبرات واسعة جداً في الداخل والخارج، بمعنى إذا أردنا أن نتحدث عن خبراء دستوريين هناك قائمة طويلة وخبراتهم قد لا تقل عن 20 عاماً.
وأشار إلى وجود تنوع في آراء الجالية خارج سوريا، وما نسعى إليه الوصول إلى وحدة في الرأي ومشاركة فاعلة في المؤتمر.
– توصيات منتظرة:
وأشار إلى أن هناك توصيات منتظرة سيكمل على أساسها العمل بالحوار الوطني الذي بدأ منذ فجر التحرير، والآن وصل إلى مرحلة التتويج، فالأمن هو الأساس، ولولا الآمان لما كنا الآن نتشاور.
وأكد أن كل مواطن سوري يمكن له الحضور والمشاركة وتقديم الاستشارات كل في مجال اختصاصه، كما أن هناك حاجة لحضور الإعلاميين، ويجب أن يكونوا في المؤتمر، منوهاً بأن دور اللجنة إدارة الحوار وتوصيل السوريين لبعضهم لإتاحة فرصة أكبر للتشاور والنقاش.
– حمل السلاح حكر على الدولة:
ولفت إلى أن اللجنة تحرص على مشاركة كل السوريين بمن فيهم أهالي الحسكة والرقة، لكن هناك سلطات أمر واقع لم تسلم سلاحها للانخراط في الدولة والحوار، ويجب أن يعلموا أن شرعية حمل السلاح حكر للدولة، مشيراً إلى أن الدولة بدأت تتواصل مع العديد من الأكراد وهم متواجدون في عدة مناطق ومنتشرون في سوريا، فالأكراد هم من صلب الدولة السورية وساهموا ببنائها عبر التاريخ.
ونوه بأن اللجنة التحضيرية المركزية يمكن أن ينبثق عنها لجان فرعية مختصة، ومن الممكن أن سير الجلسات وفق نظام تخصصي مثلاً جلسة اقتصادية، والأمور مفتوحة وليس هناك قيد.
لا مكان لفكر انتقامي
وحول الهواجس مما يثار حول إمكانية فرض نمط ديني متشدد، أوضح أنه منذ انطلاق عملية التحرير كان الحرص على طمأنة جميع السوريين وحمايتهم، فزمن الانتقام انتهى، ولامكان لفكر انتقامي، وهذا ما نؤكده سواء للوسط المحلي والدولي، فمفهوم الدولة اليوم هو الدولة الوطنية القائمة المواطنة والمساواة بالحقوق والواجبات بين المواطنين ضمن البناء الدستوري، ولكل حريته الدينية.
– قانون للأحزاب:
وحول إمكانية نشوء معارضة جديدة، أكد أن سيكون هناك معارضة وتنوع في الآراء، فالدولة تعمل على بناء قانون الأحزاب وأمر طبيعي أن يكون هناك أحزاب تختلف بالآراء.
– للمرأة حظ وافر:

وحول دور المرأة قال: المرأة أخذت دورها في سوريا، ولها من الحظ الوافر، ليست لأنها امرأة بل لأنها ممكن أن تكون سيدة أعمال، صحافية، شاعرة، ففي سوريا ثمة هويات مزدوجة شخص واحد يمارس عدة أعمال وله مواهب واهتمامات مشتركة بين النساء والرجال.
– محطة الإخبارية.. قريباً:
وحول إمكانية أن يكون التلفزيون العربي السوري حاضراً في جلسات الحوار خاصة، وأن الحوار وصف بأنه سوري سوري، أفاد مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام في تصريح لـ”الثورة” أن الوزارة تطمح لمواكبة الحداثة في المجال الإعلامي، ووجدنا التلفزيون بحاجة إلى كثير من التطوير، لذلك نواصل الليل والنهار من أجل تطوير وتحديث عمل التلفزيون، ونعمل على تذليل كل العقبات لإعادة انطلاق عمل القنوات التلفزيونية، وفي القريب العاجل ستكون الإخبارية حاضرة، وستكون المحطات السورية صوت الشعب السوري، مع العلم أن الوزارة عملت على إنشاء منصات على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إيصال المعلومة والخبر الرسمي بالتزامن مع تسهيل عمل العديد من المحطات العربية والعالمية القادمة إلى سوريا.


تصوير- فرحان الفاضل
#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
في أخطر سنوات عدوان النظام البائد على شعبنا.. هكذا زادت رسوم تراخيص البناء بنسبة 900% الدكتور الشرع يتفقد الخدمات في مستشفى اللاذقية توقعات بنمو اقتصاد المعرفة إلى 75% مع بداية 2025 أبناء الرقة يناقشون همومهم ورؤاهم مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني وفد قبرصي في دمشق.. نيقوسيا تبحث رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا الرئيس الشرع والسيد الشيباني يستقبلان وفدا قبرصيا رفيع المستوى بازار "ألوان سوريًة".. طباع لـ"الثورة": إقبال عربي ودولي و160 سيدة أعمال شاركن بالبازار دعماً لمستشفى درعا الوطني.. رجل الأعمال موفق قداح وأبناؤه يقدمون 200 ألف دولار تعاون مع  "أطباء من أجل حقوق الإنسان" لتعزيز الطب الشرعي انطلاق الجلسة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في السويداء تجمع أبناء الجولان المحتل بدرعا:  النظام البائد باع الجولان وهمش أهله ونقف مع إدارة سوريا الجديدة هل تستعيد حلب دورها الاقتصادي؟ الاحتلال الإسرائيلي يضع بوابة على مدخل المحمية الطبيعية في بلدة جباتا الخشب في الجولان غراندي: تعزيز جهود التعافي المبكرة في سوريا ضرورة لعودة اللاجئين سوريات يخلقن فرص عمل.. مشاريع منزلية بعضها يعود إلى 45 عاماً استجابة لما نشرته "الثورة".. نقل درعا تعيد دائرتها للصنمين مدرسو كلية الفنون الجميلة تجمعهم كلمة "سوريا" محمد المحاميد.. الشهيد الذي وُضع في ثلاجة الموتى حياً وكتب وصيته على جدرانها بدمه "الولاية القضائية العالمية وتوثيق وأرشفة الأدلة" بورشة متخصصة بدرعا صباح الوطن الجميل من بصرى التاريخ