الثورة – عبد الحميد غانم:
شكل الدخول في الألفية الجديدة من القرن الحادي والعشرين مرحلة جديدة من الحضارة، ارتبطت بالمعرفة كقوة دافعة للاقتصاد وتأسيس مجتمع مبني على المعرفة، فقد تنامت في واقعنا الحالي نسبة التحضر وانتشار المعرفة التي تخطت عتبة 50 بالمئة من سكان العالم، ويتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 75 بالمئة بحلول العام 2025.
– ظاهرة الخبرة البشرية:
يقول (فرانشيسكو خافيير كاريلو) في كتانه مدن المعرفة: إن القرن الحالي يشهد ظاهرة الخبرة البشرية الحضرية ويمكن اعتبار الألفية قرناً للمعرفة أو قرنا للتعلم.
المنظمات الدولية، ولاسيما الأمم المتحدة أكدت على أهمية اقتصاد المعرفة كحقيقة واقعة، وأن هذه الحقيقة التي خلَّفها القرن العشرين الفائت برأي كل من (تاتيشش ساكاريا) و(بيتر وروكر) وضع الأرضية لتأسيس مجتمع المعرفة.
– إدارة المعرفة:
أضحت المعرفة اليوم أحد أهم المرتكزات لأي مشروع اقتصادي أو ثقافي أو سياسي أو اجتماعي يجب إدارتها بفاعلية وكفاءة للحصول على النتائج المنشودة وراء هذا المشروع، وبهذا تحولت إدارة المعرفة إلى أسلوب إدارة استراتيجي يربط بين إدارة المعرفة والتنمية القائمة على المعرفة.
– بناء مدن معرفية:
وفي هذا السياق تم التركيز على ظهور مفهوم “مدينة المعرفة- مجتمع المعرفة”، كخطوة لتحقيق النجاح في إدارة المعرفة وبناء مدن معرفية ناجحة، ويعرف (ارغازاكسي) مدينة المعرفة بأنها المدينة التي تستهدف التنمية القائمة على المعرفة، عبر تشجيع الإبداع والتشارك والتقييم والتجديد والتحديث المستمر.
– التصميم الملائم:
وهو ما يسمح بتحقيق التفاعل المستمر بين مواطني المدينة أنفسهم وبينهم وبين مواطني المدن الأخرى، حيث تؤدي ثقافة تشارك المعرفة والتصميم الملائم للمدينة وشبكات تكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية لها إلى دعم هذه التفاعلات.
– مدن المعرفة:
مدن المعرفة هي مناطق اقتصادية يتم فيها تصدير السلع ذات القيمة المضافة العالية والتي يتم توليدها من خلال البحث والتقنية، والقوة أو المقدرة العقلية.
وتتميز هذه المدن المعرفية بقدرتها على تحقيق النمو السريع داخل المجتمع وتزيد من ثرائه، كما وتحقق التنمية المستدامة، والإبداع والابتكار هي العناصر الرئيسة في التنمية، وكذلك سرعة وسهولة الوصول إلى تكنولوجيا الاتصالات من قبل جميع المواطنين.
#صحيفة_الثورة
