الثورة – أسماء الفريح:
عشية الذكرى السنوية الثالثة للحرب الروسية – الأوكرانية , أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن إعداد بلاده “حزمة كبيرة من العقوبات” ضد موسكو, فيما أفادت تقارير بتحقيق البيت الأبيض وكييف تقدما حول المعادن النادرة.
وفي بيان له اليوم أوردته قناة الحرة الأميركية , قال لامي إن الوقت حان “لتضييق الخناق على روسيا برئاسة فلاديمير بوتين”, مضيفا أنه سيعلن غدا الإثنين “عن أكبر حزمة من العقوبات ضد روسيا منذ الأيام التي تلت بدء الحرب، لتقويض آلتها العسكرية وتقليص الإيرادات التي تغذي الدمار في أوكرانيا.”
وخلال اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين, شدد الطرفان على “ضرورة إرساء سلام عادل ودائم” وعلى “وجوب أن تكثف أوروبا جهودها من أجل المصلحة والأمن الأوروبي المشترك”.
ستارمر، الذي يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس في البيت الأبيض، تعهد أيضا” مواصلة مباحثاته المهمة في الأيام والأسابيع المقبلة بما في ذلك في واشنطن”، بحسب بيان رئاسة الوزراء البريطانية.
ويخشى الأوروبيون أن ينهي ترامب الحرب التي بدأتها روسيا في الـ 24 من شباط عام 2022 بشروط تصب في صالح موسكو من دون منح كييف ضمانات أمنية.
ومن المقرر أيضا أن يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الإثنين إلى واشنطن, على أن يجتمع مع ستارمر بشكل منفصل قبل الاجتماع بترامب وقال بهذا الصدد: “سنطرح اتفاقاتنا وخلافاتنا وآمل بشكل خاص أن نجد حلولا بشأن قضية أوكرانيا”.
من جانبها, ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن ستارمر قد يعرض على ترامب خطة بريطانية- فرنسية لنشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا.
وتابعت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أوروبيين لم تذكرهم أن نشر قوات حفظ السلام وفقا لخطة ستارمر سيتم في حال التوصل إلى اتفاق سلام بين موسكو وكييف , موضحة أن الخطة الأوروبية تشمل دورا محوريا للولايات المتحدة كـ”دعامة أساسية”، دون نشر قوات أميركية مباشرة في أوكرانيا.
وكالة “أسوشيتد برس” كانت كشفت في وقت سابق أن عددا من الدول الأوروبية تعمل سرا على خطة لإرسال قوات إلى أوكرانيا “للمساعدة على ضمان تنفيذ” اتفاق سلام مستقبلي مع روسيا, ووفقا لوسائل الإعلام، فقد بدأ الأوروبيون دراسة الخيارات منذ حوالي عام، مع وقوف بريطانيا وفرنسا في طليعة هذه الجهود.
وفي السياق, قال مصدر مطلع للوكالة، إن البيت الأبيض وكييف حققا تقدما كبيرا نحو التوصل إلى اتفاق يسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا ويعزز علاقة طويلة بين البلدين.
هذا التقدم في المحادثات جاء بعد التصاعد الحاد في التصريحات بين ترامب ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلنسكي هذا الأسبوع بسبب خلافاتهما حول هذا الأمر, وبعد أن لوح الرئيس الأميركي بـعواقب في حال عدم قيام كييف بإتمام هذه الصفقة.
وكالة “رويترز” , من جانبها, كشفت نقلا عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة هددت بقطع خدمة الإنترنت الفضائي Starlink عن أوكرانيا في حال رفض زيلينسكي التوقيع على اتفاقية الثروات المعدنية , مع العلم أن هذه الخدمة تعد حيوية للغاية لكييف ويمكن أن تتسبب بفوضى داخل القوات المسلحة الأوكرانية في حال فقدانها .
ترامب كان صرح في وقت سابق بأن واشنطن تتوقع من كييف تقديم ضمانات بشأن توريد المعادن النادرة كجزء من خطة لتعويض ما بين 400 إلى 500 مليار دولار أنفقتها الولايات المتحدة على أوكرانيا ورفضها زيلينسكي مع غياب ضمانات أمنية واضحة من واشنطن بهذا الخصوص.
