الثورة- منهل إبراهيم:
أكد الكاتب البريطاني رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” ديفيد هيرست أن التحالف الغربي يواجه تصدعاً كبيراً، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخلى عن أوروبا، مشدداً على أنه لا توجد استراتيجية أوروبية ذات مصداقية لتحسين وضع أوكرانيا على مائدة المفاوضات.
وقال هيرست: إن التحالف الغربي يواجه تصدعاً كبيراً نتيجة سياسات الرئيس ترامب الذي يشكك في التزام الولايات المتحدة بأمن أوروبا ويدفعها لتحمل مسؤولية أكبر في الصراعات الدولية، خاصة في أوكرانيا.
وأوضح هيرست “بينما تحاول شخصيات أوروبية بارزة مثل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التأثير على ترامب، إلا أن قدرات أوروبا العسكرية المحدودة تجعلها عاجزة عن التحرك بمفردها”، مبيناً أن غياب استراتيجية واضحة للغرب بشأن أوكرانيا يعزز من نفوذ روسيا، ويكشف عن ضعف أوروبا في مواجهة التحديات الأمنية دون دعم أمريكي.
وفي مقاله المنشور على الموقع، قال هيرست: “إنه في الشرق الأوسط، أدى تأرجح السياسة الأمريكية إلى تشجيع إسرائيل على التصرف دون مساءلة، وساهم الدعم الأوروبي غير المشروط في استمرار سياسات الاحتلال والتوسع الاستيطاني”.
وقال: “هل كانت إسرائيل ستتصرف بنفس الحصانة من المساءلة لو أن أوروبا أخيراً خففت من دعمها الحيوي لها؟ أشك في ذلك”.
وأضاف هيرست “يطلق الرئيس ترامب رشقة ضد الوضع القائم في فلسطين وأوكرانيا فيتوجه حراس البوابة لتلك السياسة بسؤال لأنفسهم مفاده: هل كلمات ترامب حقيقية؟ أم أن هذا تكتيك صادم، ومناورة يفتتح بها فترة طويلة من المساومات، وثمة إمكانية حقيقية لتبني خطة مصرية بديلة لخطة النقل السكاني الجماعي التي تقدم بها ترامب”؟
وتابع “حينما أتيحت له الفرصة، رفض خليفته، جو بايدن، التراجع عن أي من إنجازات ترامب خلال دورته الرئاسية الأولى، سواء كان ذلك ما يتعلق بضم مرتفعات الجولان أو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أو اتفاقيات أبراهام أو العقوبات التي فرضت على إيران”.
وأضاف: “بل بدلاً من ذلك راح بايدن يبني على الأساسات التي وضعها ترامب، وكانت العواقب كارثية، يشبه ذلك تبني ترامب للتطهير العرقي الجماعي في غزة، والذي غدت آثاره دائمة، فقد جعل ذلك فكرة النقل الجماعي للفلسطينيين، والتي كانت تتبناها قبل ذلك أقلية هامشية، سياسة يتبناها التيار العام في إسرائيل، وتدعمها أغلبية واضحة من اليهود الإسرائيليين”.
واسترسل هيرست “هذا بدوره يفرض السؤال التالي: لماذا قد يقبل أي زعيم إسرائيلي في المستقبل بالاستثمار في المحادثات حول دولة فلسطينية إذا كانوا يؤمنون بأن الصراع يمكن أن ينتهي بشحن الفلسطينيين إلى الخارج”؟
وقال هيرست “انقل هذا الحراك وطبقه على أوكرانيا، وستجد أن صدعاً هائلاً قد انفتح تحت قواعد التحالف عبر الأطلسي التي كانت ذات يوم شديدة الصلابة، ليس فقط حول كيفية وقف الحرب، ولكن حول التزام أمريكا بالأمن الأوروبي، وبذلك تجد أوروبا نفسها تعاني من شح في المواد التي تحتاجها لردم الهوة”.
وأوضح بالقول “لا أمريكا في عهد بايدن ولا أوروبا اليوم لدى أي منهما سبيل ذو مصداقية نحو النصر، فبعد الإخفاق باهظ التكاليف للهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في 2023، لا تتوفر لدى أوروبا استراتيجية ذات مصداقية حول كيف يمكن لأوكرانيا استعادة الأراضي التي خسرتها في غزو بوتين لها، ولا غير من المسار الاستراتيجي للحرب ما طرأ على القوة النارية التي يزود بها الغرب أوكرانيا، وكان آخرها السماح لها باستخدام صواريخ طويلة المدى لضرب أهداف داخل روسيا”.
وختم الكاتب البريطاني “باختصار لا توجد استراتيجية أوروبية ذات مصداقية لتحسين وضع أوكرانيا على مائدة المفاوضات، وبالرغم من كل الكذب فيما يدعيه إلا أن ترامب يصيب في بعض الأمور، فقد أعلن أن الأوراق بيد بوتين، وهو في ذلك محق”.
