مؤسسات تعليمية وتربوية واعية لبناء الدولة.. القاسم لـ”الثورة”: خطى حثيثة للنهوض بواقع التعليم في حلب
الثورة – جهاد اصطيف وحسن العجيلي:
التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء المجتمع وازدهاره، وهو الاستثمار الأمثل لبناء المستقبل، لأن رأسماله هو الأجيال، يسهم في بناء الأفراد من خلال تزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة.
ومنذ التحرير أولت حكومة تصريف الأعمال اهتماماً كبيراً بالعملية التعليمية بما يساهم في استمرارها وعدم توقفها وتطوير أدواتها ووضع الخطط اللازمة للنهوض بها، خاصة من حيث البنية التحتية وتأهيل العاملين في المجال التعليمي، يضاف إليها تحديات أمام الكوادر التعليمية والإدارية منها ما يتعلق بتوفر المستلزمات اللوجستية لاستمرار العملية التعليمية، ومنها بعض القرارات والإجراءات البيروقراطية التي خلفها النظام البائد، وخاصة في الريف، الذي لم يكن يحظى باهتمام كبير لناحية التعليم من ناحية الأبنية ومستلزماتها وتوفير الكوادر التدريسية اللازمة وخاصة المعلمين الاختصاصيين في مرحلة التعليم الأساسي للحلقة الثانية والتعليم الثانوي.
تحديات أمام الأسرة
ولا تقتصر التحديات على مستوى الحكومة، بل إن التحديات تواجه الأسرة السورية بما يخص تعليم أولادهم، وخاصة ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية من قرطاسية ولباس مدرسي، وهو ما يشكل عبئاً اقتصادياً إضافياً، تحاول العائلات التغلب عليه بطريقة أو بأخرى.
يقول عمران غازي، وهو أب لثلاثة أطفال في المدرسة لـ”الثورة”: إن تطوير التعليم قضية هامة لكل أسرة، وهو ما نعمل عليه كأرباب أسر ليتابع أبناؤنا التعليم، إلا أننا نرغب بتطوير الواقع التعليمي من كافة النواحي.
وتضيف وفاء الأحمد- ربة منزل وأم لطالبين: إن ضعف التعليم خلال السنوات الماضية دفع الأهالي للاعتماد على الدروس الخصوصية، وهو أمر مرهق مادياً، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، مؤكدة على ضرورة توفير مستلزمات التعليم وتطويره بشكل يليق بالشعب السوري.
مؤسسات تعليمية واعية
وفي تصريحه لـ”الثورة” أوضح مدير التربية والتعليم أنس القاسم، أن العملية التعليمية تسير بالطريق الصحيح نحو التطوير رغم التحديات الصعبة، مضيفاً أنه يتم العمل على بناء مؤسسات تعليمية وتربوية واعية لبناء الدولة، وإجراء إحصاء شامل للكوادر التعليمية وفق الخطة المدرسية السليمة، ومواكبة التطور التكنولوجي للتعليم، بالإضافة إلى توزيع اللجان من المنظمات للعمل على تقييم الاحتياج لجميع المدارس في حلب وريفها، حيث تم البدء في الصيانة في بعضها والعمل جار على الباقي منها.
تعاون مع المنظمات الدولية
وفيما يتعلق بخطة مديرية التربية لترميم وبناء المدارس المهدمة بالتعاون مع المنظمات الدولية، ودعم المدارس بالكوادر التعليمية لترميم الشواغر، أوضح القاسم أن المديرية رفعت طلب ترميم للمنظمات بترميم مدرسة في كل قرية لا تحوي مدرسة فاعلة، وطلبات بترميم المدارس وتلبية احتياجات في المناطق الأكثر تضرراً، بالتوازي مع التركيز على تلبية احتياجات المدارس غير المفعلة لتسهيل عودة الطلاب.
إضافة إلى تقديم دورات للمعلمين عن طريق المنظمات الشريكة بما يخص أساليب التعليم الأساسي والتعويضي لاستقبال الطلاب المنقطعين والمتسربين، وتجهيز ملفات الإحصاء التي تساعد في رسم الخطط وتوزيع المهام، وتجهيز ملف الاحتياج لتوزيع الموارد الموجودة، ورفع طلبات للمنظمات الشريكة للمساعدة في ترميم النقص الموجود في الموارد.
متابعة المتسربين
وعن معالجة التسرب المدرسي، أوضح القاسم أن المديرية ترفع شهرياً قائمة بأسماء المتسربين ودراستها لمتابعة أولياء الطلاب وتوعيتهم لتحمل مسؤولية أبنائهم على متابعة التعليم وأهميته في بناء الإنسان، إضافة إلى تسهيل عمل المنظمات في تقديم محفزات غذائية أو ترفيهية أو توعوية في المدارس التي تشهد نسبة تسرب كبيرة.
#صحيفة_الثورة