الثورة – لجين الكنج:
على الرغم من تخفيف العقوبات الأوروبية على سوريا، إلا أن استمرار العقوبات الأمريكية يعقد جهود الشركات الأوروبية في استئناف العلاقات الاقتصادية مع سوريا، وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مسؤولين أميركيين: إن إدارة الرئيس دونالد ترامب توقّفت عن اتخاذ أيّ خطوات لتخفيف القيود المفروضة على سوريا، وأشارت الصحيفة إلى أنّ إدارة ترامب تتعامل بحذر شديد مع أيّ تقليص للعقوبات الاقتصادية على سوريا، مشيرة إلى أن “أيّ تخفيف للضغوط الاقتصادية يجب أن يكون مشروطاً بتشكيل حكومة أكثر شمولاً من الحكومة الحالية في دمشق”.يأتي هذا الموقف في وقت تحرّك فيه الاتحاد الأوروبي لتخفيف بعض القيود الاقتصادية على سوريا، في خطوة تهدف إلى إنهاء عزلتها الاقتصادية، وكان الاتحاد الأوروبي يعدّ الشريك التجاري الأكبر لسوريا قبل الحرب، والآن، ومع انتهاء الحرب، تواجه البلاد تحدّيات كبيرة في إعادة بناء نفسها ودفع رواتب موظفي الحكومة، ومن بين التحرّكات الأوروبية، يعتزم الاتحاد تخفيف بعض العقوبات المفروضة على قطاعي الطاقة والبنوك في سوريا، على الرغم من أنّ إدارة ترامب أوقفت التحرّكات الأميركية لتخفيف هذه العقوبات، وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من العقوبات الأميركية، فإنّ المسؤولين الأوروبيين واثقون من أنّ تحرّكاتهم ستدفع بعض الشركات ووكالات الإغاثة إلى استئناف عملها في سوريا، وفي السياق ذاته قال ريتشارد نيفيو، المسؤول الأميركي المخضرم في سياسات العقوبات: إن “إشراك القطاع الخاص من دون إشارات أوضح من واشنطن، أو وضوح بشأن إمكانية إعادة فرض العقوبات سيكون أمراً صعباً”، وبينما يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تحفيز عملية إعادة الإعمار وتشجيع السوريين على العودة إلى بلادهم، تبقى إدارة ترامب متمسكة بموقفها بأن أي تخفيف للعقوبات يجب أن يرتبط أولًا بإصلاحات سياسية تضمن تشكيل حكومة أكثر شمولاً، كشرط أساسي لإعادة دمج سوريا في النظام الاقتصادي، وبينما خفّفت إدارة بايدن قبل مغادرتها السلطة بعض القيود على المدفوعات المتعلّقة بالمساعدات الإنسانية، أوقفت إدارة ترامب أيّ خطوات إضافية في هذا الاتجاه، وفق الصحيفة.
السؤال الآن: خلال وقت قريب ستتشكل حكومة انتقالية تمثل كل السوريين، فكيف سيكون موقف واشنطن وهل سترفع العقوبات عن سوريا؟، وهل ستتذرع بمثل هذا الكلام أو غيره: “أيّ تخفيف للضغوط الاقتصادية يجب أن يكون مشروطاً بتشكيل حكومة أكثر شمولاً”؟.