الثورة – علا محمد:
مدارسٌ مدمرة، صفوفٌ بلا أسطح، أنقاضٌ هنا وهناك، وأحلام أطفال تلاشت عن الغد الجميل.. في قلب هذا المشهد الكئيب الذي تعيشه سوريا، تبرز صورة قاتمة انعكست على قلوب الجميع، فتلك الصفوف التي كانت تكتظ بأصوات الأطفال وضحكاتهم، أصبحت جدرانها الآن تنظر إلى الفضاء الفارغ، تتذكر الأيام التي احتضنت فيها أحلام المستقبل، ومع كل حطام، تحكي قصة طفولة فُقدت، وآمال هُدرت. ولكن الأمل في سوريا لا يموت، فمنذ سقوط النظام البائد ووزارة التربية والتعليم تعمل بشكل متواصل بالتعاون والتنسيق مع الجهات المحلية والدولية لترميم الأبنية المدرسية سعياً منها للنهوض بالقطاع التعليمي بأسرع وقت، وبعد المتابعة والعمل أظهرت بيانات وزارة التربية أن ٨٠٠٠ مدرسة في مختلف أنحاء سوريا تعرضت للدمار نتيجة قصف النظام البائد.
تقييم الاحتياجات
وبعد تقييم الاحتياجات من قبلها تبين أن ٧٩٧ مدرسة موزعة في كل سوريا بحاجة إلى ترميمٍ عاجل لتحسين بيئة التعليم وضمان سلامة الطلاب والمعلمين، يأتي ذلك كجزء من جهود الوزارة لتعزيز البنية التحتية التعليمية وتوفير بيئة مناسبة للتعلم.
مدير الأبنية المدرسية في وزارة التربية محمد حنون أوضح في تصريح لـ”الثورة” تفاصيل الترميم حسب المحافظات، حيث توزعت احتياجات الترميم وفق الأرقام كالتالي:في محافظة إدلب /186/ مدرسة بحاجة إلى ترميم بسبب الهجمات الوحشية التي شنها النظام البائد، ما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة، وفي حلب /15/ مدرسة تحتاج إلى أعمال صيانة وإعادة تأهيل، وطرطوس /11/ مدرسة، ودمشق /5/ مدارس تواجه تحديات تتطلب تجديدها، بالإضافة إلى /9/ مدارس في ريف دمشق تحتاج إلى الترميم، وبالنسبة لمحافظة حمص /4/ مدارس بحاجة إلى صيانة فورية، ودرعا /2/ مدرسة بحاجة الترميم، أما اللاذقية /3/ مدارس بحاجة لتحسينات. كما أكد أنه تم البدء بعملية التأهيل والترميم بالتعاون مع الجهات الدولية والمحلية وفق آلية وخطط تشاركية واضحة ومتكاملة.
الاستثمار في البنية التحتية التعليمية
وأشار حنون إلى أن الاستثمار في البنية التحتية التعليمية هو استثمار في مستقبل أولادنا، يساعد في تأمين بيئة تعليمية آمنة وملائمة لكل الطلاب، ليتمكنوا من الحصول على التعليم الذي يستحقونه، ويعتبر خطوة مهمة في تطوير النظام التعليمي في سوريا. في زمن يبدو فيه كل شيء ضائعاً، يبقى الحنين إلى نوافذ الصفوف المفتوحة وأقلام الطلاب التي تدون طموحاتهم، وتبقى المناشدات ترتفع لأجل إعادة بناء هذه المدارس المدمرة، لعلّ التعليم يعود ليصبح سلاحاً ضدذ الجهل والفقر، ويمنح الأمل للجيل القادم في العودة إلى الحياة مرة أخرى.