الثورة- سومر الحنيش:
مع اقتراب موعد عودة انطلاق الدوري السوري، المزمع في العاشر من نيسان، تكشف خريطة التحضيرات عن فجوة كبيرة بين أندية بدأت تشكل إداراتها بصعوبة، وأخرى ما زالت غارقة في أزماتها الإدارية، في مشهد يعكس تحديات تواجه الكرة السورية، وتهدد بتحويل الموسم الجديد إلى سباقٍ مليء بالمطبات.
إدارات تشق طريقها
شكلت أندية “تشرين” و”حطين” و”جبلة” إداراتها بعد مشاورات مطوّلة، لكن ردود الفعل في الشارع الرياضي لم تخل من الدهشة، حيث انتقد بعض المتابعين ضعف الخبرة في الأسماء المعلنة، مطالبين بوجود شخصيات ذات وزن أكبر في الحركة الرياضية الساحلية، خاصة مع اقتراب موعد الدوري، وفيما أبدى البعض تفاؤلاً حذراً بتجربة هذه الإدارات، أشار آخرون إلى غياب التجانس بين أعضائها، ما قد يُعقّد مهمتها في قيادة فرقها نحو استحقاقات الدوري.
من جهة أخرى، ما زال ناديا “الكرامة”و”الوثبة” عالقين دون إدارات مشكلة، رغم الضغط المتزايد على اللجنة التنفيذية برئاسة الكابتن “حسان الدالاتي” والتي تضم في عضويتها أيمن أبو غليون، عبد الله المحمود، هبة الترك، وآخرين، وتواجه هذه اللجنة تحدياً كبيراً في إدارة الملفين، خاصة مع عدم وجود خطوات عملية لتعيين إدارات قادرة على إخراج الناديين من حالة الجمود التي يعيشانها منذ أشهر.
إدارات واعدة.. وحراك إيجابي
في المقابل، شهدت أندية مثل “الفتوة” و”الوحدة” تشكيل إدارات جديدة، حيث حظيت إدارة نادي الفتوة بتوافقٍ بين الخبرات الأكاديمية والفنية، ما يبشر بإمكانية تطوير البنية التحتية للنادي، أما نادي الوحدة، فقد لاقى تشكيل إدارته ترحيباً، خاصة مع مشاركة داعمين في الهيكل الإداري، والتفاف عدد من أبناء النادي، من لاعبين سابقين وإداريين، مما يعطي مؤشرات على حراك إيجابي قد يعيد للنادي وهجه.
كما أعلنت أندية “الاتحاد أهلي حلب” و”المجد” عن تشكيل إداراتها، دون الإعلان عن الخطط الفنية أو التعاقدات اللازمة لتعزيز فرقها.
العجلة تدور ببطء
“شهر وخمسة أيام”.. والعجلة لا تزال تدور ببطء
رغم أن نصف أندية الدوري شكلت إداراتها، إلا أن التحدي الأكبر يتمثل في تشكيل الكوادر الفنية، التي ستتكفل بإعداد الفرق وتأهيلها فنياً، فحتى الآن، لم تعلن أي من الإدارات الجديدة عن تعيين مدربين أو كوادر مساعدة، ما يضع علامات استفهام حول جاهزية الأندية لخوض غمار الدوري.
الكابتن “إسماعيل السهو” قال : “المشكلة ليست في تشكيل الإدارات فقط، بل في مدى فاعليتها وقدرتها على اتخاذ قرارات سريعة، الأندية بحاجة إلى مدربين وبرامج تدريبية الآن، وليس بعد انطلاق المباريات”.
وأضاف:”بقي حوالي شهر على انطلاقة الدوري، نحن بحاجة إلى أيام لتجميع اللاعبين، ومن ثم تنطلق التحضيرات الفنية والبدنية لتأهيل الأندية والتي تحتاج إلى فترة جيدة، وحتى اليوم لا نرى شيئاً ؟!”.
الجمهور بين التفاؤل والتشكيك
فيما يُعبّر بعض المشجعين عن أملهم في أن تحقق الإدارات الجديدة إنجازات ترضي طموحاتهم، خاصة مع تأكيدات رسمية عن دعم هذه الإدارات من قبل المحبين، يرى آخرون أن الواقع لا يزال “مخيباً” كما جاء على لسان أحد مشجعي نادي الكرامة: “نحن نعيش في حلقة مفرغة من الانتظار، الدوري على الأبواب، ونادينا بلا إدارة أو رؤية”.
سباق مع الزمن
مع اقتراب موعد انطلاق الدوري، تدخل الكرة السورية مرحلة جديدة، حيث يتوقف نجاح الموسم على قدرة الإدارات الجديدة على تجاوز التعقيدات الإدارية، وتشكيل فرق فنية قادرة على المنافسة، في وقت يواجه اتحاد كرة القدم تحديات كبيرة، أبرزها تدهور البنى التحتية وتراجع الدعم المالي، المشهد يحتاج إلى أكثر من مجرد تشكيل إدارات، يحتاج إلى خطط طوارئ استثنائية.