ترامب عينه على قناة بنما.. و”مولينو” غاضب

الثورة – نور جوخدار:
في أول خطاب له منذ عودته إلى البيت الأبيض أمام أعضاء مجلسي النواب والشيوخ ” الكونغرس” والذي استمر لنحو ساعة و39 دقيقة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن “عودة أميركا” وأن “الحلم الأميركي ينمو أكبر وأفضل من أي وقت مضى ولا يمكن إيقافه، وقال ترامب: إن بلاده ستستعيد قناة بنما، وأنه “حان الوقت لنتحرك بشجاعة لأننا أمة عظيمة”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أنفقت الكثير من الأموال، وأن الكثير من الأميركيين فقدوا حياتهم أثناء بناء قناة بنما.
وفي خطوة تأتي بعد أسابيع من توجيه ترامب لتهديداته بشأن القناة، أعلنت شركة “سي كيه هاتشيسون” القابضة في هونغ كونغ إبرام اتفاق مبدئي مع كونسورتيوم أميركي والذي تقوده “بلاك روك” العملاقة في مجال إدارة الأصول لبيع ميناءين يقعان على طرفي القناة.
هذا الأمر أثار غضب الرئيس البنمي، خوسيه راوول مولينو، الذي قال: “إن كل متر مربع في القناة والمنطقة المحيطة بها ملك لبلاده”، مضيفاً أن “سيادة بنما واستقلالها غير قابلين للتفاوض وإن بلاده ستظل تدير القناة بحيادية دائمة”.
وأشار مولينو إلى أن بلاده أدارت هذا الممر البحري الحيوي من واقع الإحساس بالمسؤولية تجاه العالم والتجارة بما في ذلك الولايات المتحدة، نافيا أن تكون القناة خاضعة لتأثير الصين أو أي دولة أخرى.
فماذا نعرف عن قناة بنما وما أهميتها بالنسبة للولايات المتحدة؟
تعتبر قناة بنما ثاني أهم ممر مائي وأعظم الإنجازات الهندسية البشرية بعد قناة السويس، فقبل إنشائها كانت السفن التجارية مضطرة للإبحار حول الطرف الجنوبي لأميركا الجنوبية عبر رأس هورن في التشيلي، وهو طريق خطير يضيف نحو 13 ألف كيلومتر إلى الرحلة، ويستغرق من 20  إلى 30 يوماً إضافية حسب الظروف الجوية وسرعة السفن.
تعود فكرة بناء القناة التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ ومنطقة الكاريبي عبر دولة بنما في أميركا اللاتينية بشكل جدي إلى عام 1881 حيث تولت فرنسا برئاسة الدبلوماسي فرديناند ديليسبس، المشرف على بناء قناة السويس، والذي كان يعمل على ذات الخطة التي استخدمها أثناء إشرافه على السويس وبسبب فشله والتكاليف الباهظة وتفشي الأمراض، ووفاة حوالي 22 ألف عامل، توقف حفرها عام 1889.
في عام 1894 تأسست شركة فرنسية جديدة واقتصر نشاطها على صيانة الموقع فقط، وفي عام 1902 توصلت واشنطن إلى اتفاق لشراء حقوق ملكية القناة الفرنسية ومعداتها بمبلغ لا يتجاوز أربعين مليون دولار.
ووفقا لمركز روزفلت البحثي فإن الولايات المتحدة بدأت في التفاوض على معاهدة لبناء قناة بنما مع حكومة كولومبيا صاحبة السيادة على الأرض، وعندما تحفظت كولومبيا على المبلغ المفروض، حرك الرئيس الأميركي السابق ثيودور روزفلت الأسطول الأميركي لدعم تمرد شعبي استمر لساعات، ثم أعلن استقلال بنما في سنة 1903، وعام 1904 استؤنف العمل فيها، وأرسل الرئيس الأميركي السابق، روزفلت، فريقاً هندسياً لإعادة تصميم المشروع ومعالجة التحديات الصحية.
وفي غضون عشر سنوات من العمل المكثف، افتتحت قناة بنما رسمياً في 15 آب 1914 مع عبور أول سفينة أميركية تدعى “إس إس أنكون”.
مع افتتاح القناة تقلصت رحلة السفن حول الأميركيتين نحو شهر من مدة الرحلة الأصلية وقصرت المسافة من 21 ألف كيلومتر إلى نحو 8 آلاف كيلومتر، وأصبح الوقت المستغرق لعبور القناة يتراوح ما بين 8 إلى 10 ساعات، ويصل عدد السفن التي تمر بها سنوياً إلى أكثر من 14 ألف سفينة، بمعدل 70 ألف حاوية أسبوعياً، في مقدمتها السفن الأميركية والصينية واليابانية، هذا التغيير الجذري أسهم في توفير الوقت والجهد وخفض تكاليف الشحن.
وبسبب سوء الإدارة الأميركية معاملة العمال البنميين وفي أعقاب الاحتجاجات الشعبية التي بلغت ذروتها عام 1964 المناهضة لأميركا والتي أدت إلى مقتل عمال في القناة وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بدأت الولايات المتحدة وبنما البحث عن حلول للنزاع حول القناة.
في عام 1977، وقع الرئيس الأمريكي آنذاك جيمي كارتر ورئيس بنما عمر توريخوس معاهدتين، تعرفان باسم “معاهدات توريخوس-كارتر”، نصت المعاهدة الأولى على تسليم تدريجي للقناة إلى السيادة البنمية بحلول نهاية عام 1999، أما المعاهدة الثانية أن تظل مفتوحة أمام جميع الدول.
وخلال الفترة الممتدة بين عامي 1977 و1999، تقاسمت واشنطن وبنما إدارة القناة بشكل مشترك.
ومع حلول 31 كانون الأول 1999، تسلمت بنما رسمياً السيطرة الكاملة على القناة، لكن خلال هذه الفترة جرى غزو لبنما من قبل واشنطن.
يبدو أن تصريحات ترامب ومخاوفه هو من زيادة النفوذ الصيني في التجارة العالمية، حيث قال مؤخراً إن “إدارة القناة تعود لبنما وحدها، لا إلى الصين ولا إلى أي جهة أخرى، لم ولن ندعها أبدا تقع في الأيدي الخطأ”، خاصة أن الصين عززت من وجودها بشكل كبير في أميركا اللاتينية من خلال الاستثمارات في الموانئ واتفاقيات التجارة.

فهل ستدق تهديدات ترامب ناقوس الخطر وتتجهز الولايات المتحدة لغزو بنما عسكريا مرة أخرى لاستعادة السيطرة عليها بعد تخليها عن القناة التي بنتها مقابل حق الانتفاع منها لمدة 86 عاما؟.

آخر الأخبار
محافظ اللاذقية يتفقد فرع الهجرة والجوازات وأمانة السجل المدني اشتباكات مع المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون في الصنمين بعد رفضها تسليم عناصرها تنظيم حركة المركبات والدراجات في حمص ارتفاع حصيلة الضحايا في الصنمين إلى خمس انطلاق سوق "رمضان الخير" في دمشق لتوفير المنتجات بأسعار مخفضة المعتقل صفراوي عالج جراح رفاقه في سجن صيدنايا وأنقذ الكثيرين "حركة بلا بركة" تفقد واقع عمل مديريات "التجارة الداخلية" في اللاذقية خسارة ثالثة على التوالي لميلان تكثيف الرقابة التموينية بطرطوس.. ومعارض بأسعار مخفضة برشلونة يستعيد صدارة الليغا باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية