الثورة – وعد ديب:
قال فضيلة الشيخ رضوان عطايا في حديثه لصحيفة الثورة: كان العلم الشرعي ولا يزال من أعظم العبادات وأجل الطاعات وأفضل القربات، قال الله تعالى: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ”، فالذين آمنوا لهم رفعة أما أهل العلم فرفعتهم عند الله رفعة خاصة، كيف لا والخير كل الخير يناله أهل العلم، ويتجلى في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن يُرِدِ اللهُ به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ”.. أن يتعبد الله على علم خير بكثير أن يتعبد على جهل. لذلك صح عن الإمام الشافعي أنه قال: طلب العلم فريضةٌ وليس نافلةً، ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأولئك الذين أفتوا لذلك الرجل الجريح وقد أصبح جنباً أن يغتسل والجو بارد، فاغتسل فمات، فلما علم رسول الله قال: قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ …
الحديث
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يلمح بهذا الحديث، مكانة العلم والفقه، وكيف أن العلم مخلص للأزمات وميسر في الأحكام، وانطلاقاً من قوله تعالى: “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ”. وحتى الخشية من الله لا ينال حقيقتها إلا العلماء: “إنما يخشى الله من عباده العلماء”. ولما كان رسول الله أعظم الناس علماً وأجل الناس فقهاً، كان بهذه المثابة التي أخبر بها نفسه الشريفة، إذ صح عنه أنه قال: وَاللَّهِ، إنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَعْلَمَكُمْ بما أَتَّقِي. وثبت عن سفيان الثوري أنه قال: إنما يتعلم العلم ليتقى الله به، وإنما فضل العلم على غيره لأنه يتقى الله عز وجل به. كيف لا والجنة تنال بطلب العلم، جاء هذا في الحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة”. وإن كان الناس يرثون عن أسلافهم الدراهم والدنانير والأموال والعقارات، فطالب العمل يرث أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم، وينال سعادة لا مثيل لها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر”.
يا الله ما أعظمه من مورث وما أجله من إرث وما أسعد وارثه وهو طالب العلم. كيف لا يكون العلم الشرعي وأهله بهذا الفضل العظيم وهذه المنزلة الرفيعة- والكلام لفضيلة الشيخ عطايا- وفيه حفظ دين الله تعالى وتشريفه عن تحريف وتلبيس المضللين، ومعرفة الحق من الباطل والتوحيد من الشرك والسنة من البدعة والطاعة من المعصية. ونوه بأن العلم الشرعي نور يسير به العبد إلى ربه في عقيدته وعبادته وأخلاقه ومعاملاته عن الصراط المستقيم. قال الله تعالى: “كَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. ويشدد الشيخ عطايا بقوله: نحن والله رجال نساء محتاجون حاجة شديدة إلى لب العلم الشرعي ودراسته، محتاجون إليه في عقيدتنا وتوحيدنا، وأصول عبادتنا من صلاة وصيام وحج وزكاة وغيرها كما أسلفنا سابقاً.. محتاجون إليه في معرفة أحكام معاملاتنا وعقودنا.. محتاجون إليه في معرفة تعاملنا مع ولاة أمرنا وحكامنا.. محتاجون إليه في معرفة تعاملنا مع أعدائنا في الحرب والسلم ووقت القوة والضعف.