الثورة – مها دياب:
سنوات طويلة من الحرب والنزاع، وزرع للكره والفتنة بين الجميع، هذه هي التركة التي تركها النظام البائد، والتي أدت وتؤدي لمزيد من الدماء والفتنة، مع أي تصريح أو فعل حتى لو كان فردياً لا يعبر عن أي طيف، من أجل نشر السلام والتعايش السلمي بين الجميع، لابد من إعادة نشر الفكر السمح الذي سيشكل حجر الأساس لاستعادة الثقة بين أبناء سوريا من كل الأطياف والمناطق، وبالتالي سيكون بذرةَ خصبةَ لإحياء العلاقات الإنسانية التي تضررت وبشدة، فالتسامح الديني يلعب دوراً مهماً ومحورياً في بناء السلام في أي مجتمع، ويُعتبر أساساً للتعايش وتحقيق الاستقرار،
وبالتالي عندما يتم تعزيز قيم التسامح، يسود الاحترام بين جميع أبناء المجتمع، ويسود السلام الذي يعزيز التفاهم والشعور السمح الذي سيقلل العداء والتفرقة، وبالتالي القضاء على أي صراع أهلي محتمل، فعندما يشعر أفراد المجتمع بأنهم متساوون بالحقوق والواجبات، وبغض النظر عن دينهم أو خلفيتهم أو تبعيتهم، يصبحون أكثر التزاماً بالمساهمة في بناء وطنهم، وتعود الثقة فيما بينهم، وبالتالي تعود العلاقات لمسارها الإنساني الصحيح، وعندها نصبح أمام وحدة وطنية حقيقية ومؤثرة على الأرض، وضمان لمستقبل مشرق ومحب لجميع أبنائها، وكما يساهم التسامح الديني في إصلاح المجتمع، يساهم في خلق بيئة داعمة للتنمية والتطور، فالنهوض بالمجتمع يتطلب العمل على مستويات متعددة، تشمل إصلاح التعليم، وإصدار التشريعات، وتوجيه المبادرات المجتمعية، وبالتالي توفير بيئة جيدة وآمنة للاستثمار وإعادة الإعمار، والسير نحو سوريا قوية في جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
#صحيفة_الثورة