الثورة – رنا بدري سلوم:
قد نؤثّر بأطفالنا عبر المحاكاة من خلال ما يشاهدونه منّا، ومنها “كباكيب الصّوف” التي في أيدي الجدّات تاركة هذه الأجواء الدافئة أثراً يظهر ولو بعد حين، والمصمّمة نوران فليحان من اللواتي تتبعن هذا المخزون، فظهر بطريقة أخرى وهي صنعة “صف الخرز الملوّن”، فاستطاعت بأقل من عامٍ أن تتقنها بأشكاله وأنواعه لتصنع تحفاً للمناسبات الخاصة والعامة، ومنها لشهر رمضان المبارك، كصناعة الفانوس، وصواني الحلوى، والبورتوكليه بالأحرف الأبجديّة لمناسبات أعياد الميلاد والمعلم.
ووفق تصريحها لصحيفة الثورة، هي اليوم صمّمت أول حقيبة يد صنعتها من الخرز قدّمتها لوالدتها بعيد الأم وعليها اسم المنتج “نوران”، وهي سعيدة بأن يتوج عملها بقبول الزبائن ورغبة منهم بمنتجاتها خاصة بعد تخوّفها في بادئ الأمر من هذه الخطوة، فهي تعتبر أن اقتناء الصمديّات الخرزيّة من الكماليّات وليس الأساسيّات، خاصة في مجتمعنا وما نعيشه من ظروف اقتصاديّة تستبعد الكثير من الاحتياجات المنزليّة أمام المتطلبات الحياتيّة.
وعن البدء بهذا العمل بينت مهندسة الديكور نوران فليحان أن انجذابها لجدتها التي تخيط الكروشيه جعلها تجلس ساعات طويلة تتأمل بهذه الصناعات اليدويّة التي أساسها الالتزام، وخاصة بعد أن أصبحت أمّاً لطفلين ومكوثها في المنزل سنوات طوالاً جعلها تستعيد هذا الحنين، فالتزمت بعمل كميّات كبيرة من الخرزيّات بشكل إبداعي لا تخلو الرؤية الهندسيّة منها، إضافة إلى طلب الأقارب والأصدقاء في تصاميم تتوّج هداياهم وأعيادهم الخاصة والعامّة. وتبين فليحان أن المواد الأولية لهذه المهنة باهظة الثمن إلى حد ما، مع تفاوت بسيط في السعر، ما يرضي اختلاف المستويات والأذواق، متمنية إيجاد منافذ بيع جادة لهذه الأعمال وألا تكتفي بالبازارات الخيريّة الفصليّة والسنويّة لعرض المنتجات، إضافة إلى فتح باب الحصول على قروض ماليّة لدعم المشروعات الصغيرة وتعليمها لأكبر عدد ممكن من النساء الموهوبات، وهو ما نأمله في المرحلة المقبلة.