الثورة – رسام محمد:
زراعة الزنجبيل من الزراعات المدرة للربح الكثير ولا يحتاج لمساحات كبيرة، ويمكن زراعته في الأماكن ذات الرطوبة العالية، فهو مشروع جيد من حيث الربح وتكلفته لا تعد كبيرة.
وبحسب مواصفاته الزراعية يعتبر من النباتات العشبية المعمرة، ويتم استخدامه كتوابل، أو كمشروب عشبي طبيعي، حيث تعد الهند أكبر منتج للزنجبيل حيث تساهم الدولة في الهند بإنتاج 65%، وهذا إن دل على شيء يدل على أهمية هذا المحصول.
من دون اهتمام
على الصعيد المحلي في سوريا، بدأت في السنوات القليلة الماضية توجهات بعض المزارعين نحو زراعة الزنجبيل، لكن بقيت هذه الزراعة محدودة الانتشار، ولم تنل الاهتمام المناسب من قبل وزارة الزارعة والإصلاح الزراعي في زمن النظام البائد، وبقيت حدود هذه الزراعة ضمن مبادرات ضيقة.
أرباح
تقول جميلة يونس- سيدة تعمل بالزراعة واستطاعت أن تنجح في مشروع زراعة الزنجبيل: إنها اكتسبت خبرتها في هذه الزراعة عبر متابعة مواقع الانترنت، بعد أن لاحظت أن أسعار الزنجبيل في سوريا مرتفعة، وأيضاً فوائده كبيرة واستخداماته كثيرة، فهو مادة عشبية لها مجموعة كبيرة من الخصائص الطبية القوية.
وتضيف: بعد عدة محاولات فاشلة نجحت في زراعة الزنجبيل في حديقة منزلي الريفي، وبدأت أجني أرباحاً بسيطة في العام الأول، وحالياً وصلت إلى العام الثاني وفوجئت من زيادة كبيرة في عدد البصيلات هذا العام، ويمكن زراعته مع بداية آذار و في شهر أيار.
البداية من إدلب
وللتوسع أكثر حول هذا النوع من الزراعات الحديثة على البيئة السورية التقت “الثورة” الخبير والمهندس الزراعي موسى البكر، وقال: بدأت زراعة الزنجبيل في الشمال السوري، وتحديداً في محافظة إدلب وبعض مناطق الريف الحلبي كزراعات جديدة وواعدة، وكان لإدلب الخضراء كما العادة فضل السبق بهذه الزراعات وأهمها الزنجبيل والكركم.
وعن أماكن انتشار هذه الزراعات وجدواها الاقتصادية، يشير البكر إلى أن زراعة الكركم بدأت في الشمال منذ عامين ضمن بيوت بلاستيكية، كما انتشرت زراعتها في ريف سلقين وشمال سرمدا، وفي منطقة إعزاز وعفرين، وتتم زراعتها في المناطق المروية وتبدأ في أول شهر شباط حتى نهايته.
تكاليف إنتاجية عالية
ويوضح الخبير الزراعي أن مشروع زراعة الزنجبيل جدواه الاقتصادية عالية بالنسبة للمزارع على الرغم من تكاليف الإنتاج العالية ف”ريزومات” الكركم أسعاره مرتفعة جداً، بالإضافة إلى غلاء سعر المبيدات الفطرية، منوهاً بأن هذه الزراعة بدأت في ريف سلقين على مساحات ضيقة، وبدأت تتطور.
ولفت المهندس البكر إلى أن أعشاب الزنجبيل تنمو في المناخ الدافئ والرطب، ويمكن زراعته في ظروف الزراعة المروية والبعلية، تربة الزنجبيل تتطلب أمطارا معتدلة وقت البذور إلى وقت براعم الجذور، وذلك أثناء الطقس الجاف ومواسم النمو، وأيضا قبل شهر من الحصاد.
وينوه بأنه ينمو بشكل جيد في التربة المجففة مثل التربة الطمية الرملية، وتربة الطين الطيني، وتربة الطين الأحمر، أيضاً ينمو الزنجبيل بشكل أفضل في التربة الغنية جداً بالدبال.
ولابد من حرث الأرض كاملة على عمق يقترب من 4 إلى 5 مرات- بحسب البكر، وذلك مع تلقي زخات المطر من أجل جلب التربة الناعمة إلى التربة، حيث يتم تحضير الحفر البالغ عرضها 1م، وعمق 30سم، وذلك مع الحد الأدنى بالنسبة للطول، ويجب أن يكون التباعد بين الأسرة 60سم، مع ضرورة الحفاظ على هذا التباعد للزراعة