الثورة – فؤاد الوادي:
تصعيد خطير، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمارسه ضد الشعب الفلسطيني في عموم أنحاء الضفة الغربية، بالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية التي لا يزال يرتكبها في قطاع غزة.
وذكرت وكالة “وفا” الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي واصل اليوم الاثنين عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ57 على التوالي، ولليوم الـ44 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية وتهجير قسري للسكان.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال دفعت اليوم، بتعزيزات عسكرية من الآليات والجرافات الثقيلة ترافقها مركبات شرطية إلى المدينة ومخيميها، وسط تحليق للطيران المروحي والاستطلاعي في سماء المنطقة.
كما نشرت آلياتها في محيط مخيم نور شمس وفي حارة المنشية، وسط حصار مطبق يعيشه المخيم مترافق مع استيلاء قوات الاحتلال على عشرات المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها.
وفي موازاة ذلك، تواصل قوات الاحتلال الاستيلاء على أكثر من ثمانية مبانٍ سكنية في محيط دائرة السير في الحي الشمالي المحاذي لشارع نابلس في طولكرم، تضم عشرات الشقق السكنية، وأجبرت سكانها على إخلائها قسراً، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، إلى جانب تحويل المكان إلى منطقة عسكرية مغلقة.
وأسفر التصعيد المستمر لقوات الاحتلال في مدينة طولكرم ومخيميها، عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري طال أكثر من 24 ألف فلسطيني من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة.
وفي مدينة جنين ومخيمها، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه عليهما لليوم الـ63 على التوالي، وسط عمليات تجريف وإحراق منازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.
واقتحمت قوات الاحتلال اليوم بلدة سيلة الحارثية غرب جنين واعتقلت ثلاثة فلسطينيين، كما اقتحم جنود الاحتلال مطعم الأقصى على الدوار الرئيسي في مدينة جنين ومحلاً للحلويات.
وتشير التقديرات إلى أن الاحتلال اعتقل قرابة 230 فلسطينياً من المدينة منذ بدء العدوان أواخر كانون الثاني الماضي.
وأسفر عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها المستمر منذ 63 يوماً عن 34 شهيداً فلسطينياً وعشرات الإصابات، ومئات الاعتقالات والمداهمات للمنازل والقرى والبلدات في المحافظة.
في غضون ذلك، قال مدير عمليات منظمة “أطباء بلا حدود” بريس دو لافين، إن الضفة الغربية لم تشهد تهجيراً قسرياً وتدميراً للمخيمات بهذا الحجم منذ عقود.
وأوضح، أن الفلسطينيين لا يستطيعون العودة إلى ديارهم، لأن جيش الاحتلال يمنعهم من الوصول إلى المخيمات ويدمر المنازل والبنية التحتية.
ولفت دو لافين، إلى أن المخيمات تحولت إلى “أنقاض وغبار”، مؤكداً أنه “يجب على إسرائيل وضع حد لهذا وتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية”.