الثورة:
وُلِد المفكّر والأديب واللغوي محمد كرد علي في دمشق سنة 1876 م، وتوفي سنة 1953 م، وهو مفكر كرديٌّ سوري، كان من أهم المدافعين عن اللغة العربية في زمنه.. وهو أول وزير للمعارف والتربية في سوريا، وكان رئيساً لمجمع اللغة العربية في دمشق منذ تأسيسه 1919م حتى وفاته 1953م.
نشأ اللغوي الكبير في أسرة كريمة، لأب كردي وأم شركسيّة، وتلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة “كافل سيباي”، والإعدادي في المدرسة الرشدية، ثم أتم تعليمه الثانوي في المدرسة العازرية للراهبات العازريات بدمشق، كان يجيد العربية والفرنسية والتركية.
وفي العام 1897م عُهد إليه بتحرير جريدة (الشام) الأسبوعية الحكومية في سوريا، واستمر مدة ثلاث سنوات، ثم أخذ يراسل مجلة (المقتطف) المصرية لمدة خمس سنوات، فانتقلت شهرته إلى مصر.
سافر إلى القاهرة سنة 1901م، ولبث فيها عشرة شهور تولى خلالها تحرير جريدة الرائد المصري، عاد بعدها إلى دمشق فراراً من وباء الطاعون الذي انتشر في مصر بتلك الفترة.
وعاد إلى مصر عام 1905، وأنشأ مجلة المقتبس الشهرية التي نشر فيها البحوث العلمية والأدبية والتاريخية، وتولى إلى جانب ذلك تحرير جريدة «الظاهر» اليومية، ولما أُغلقت دعاه الشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد- وهي يومئذ كبرى الجرائد في العالم الإسلامي- إلى التحرير فيها، فعمل بها إلى سنة 1908م، حيث غادر القاهرة إلى دمشق.
في دمشق أعاد إصدار مجلة المقتبس التي كان قد أصدرها بالقاهرة، وجريدة يومية أسماها المقتبس، ولما اشتدت عليه حملات المغرضين واتهامات أصحاب النفوذ والسلطات غادر دمشق سراً إلى فرنسا، وأقام بها فترة، فوقف على حركتها العلمية، والتقى بساستها ومفكريها، وقد كتب عن هذه الرحلة التي أقامها بباريس 35 مقالة نُشرت في كتابه “غرائب الغرب”.
استطاع تحقيق حلمه في إنشاء مجمع علمي عربي وذلك بعد استقلال سوريا عن الدولة العثمانية.. ففي فترة حكومة الملك فيصل عرض الفكرة على الحاكم العسكري علي رضا الركابي الذي وافق على تغيير ديوان المعارف برئيسه وأعضائه وجعله مجمعاً علمياً عربياً، وتم إنشاء أول مجمع علمي عربي في الثامن من حزيران عام 1919 م في دمشق، وعُين محمد كرد علي رئيساً للمجمع واستمر حتى وفاته، ألّف وحقّق محمد كرد علي عشرات الكتب، ومن أشهرها: “خطط الشام”، وطُبع سنة 1925م في ثلاثة أجزاء.
“الإسلام والحضارة العربية”، وطبع في القاهرة في مجلدين سنة 1934م، ” تاريخ الحضارة” جزآن، ترجمه عن الفرنسية.
“غرائب الغرب” مجلدان.