Arab News: بعد أربعة أشهر.. كيف ننظر إلى التغيير في سوريا؟

الثورة- ترجمة هبه علي:

أعرب المحلل السوري غسان إبراهيم المقيم في لندن عن تفاؤل حذر بشأن مستقبل البلاد بعد الأسد.

وفي حديثه في الحلقة الأخيرة من برنامج “بصراحة”، وهو برنامج الشؤون الجارية على قناة عرب نيوز، والذي يتطرق بعمق إلى التطورات الإقليمية مع كبار صناع السياسات والمحللين، ناقش إبراهيم التحديات والفرص التي تواجه الحكومة الانتقالية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع.

نعم، أنا متفائل، ولكن بحذر، قال: الوضع في سوريا ليس بهذه السهولة، بشار الأسد المخلوع، عندما غادر، حرص على أن تكون جميع المؤسسات في سوريا معطلة، بقي في السلطة حتى اليوم الأخير، وبعد ذلك عندما غادر، ترك البلاد على ركبتيها.

بعد أربعة أشهر من بدء فصل سياسي جديد، تواجه الحكومة السورية الناشئة عقبات هائلة: الانهيار المؤسسي، وهجرة العقول، والفقر، وانعدام الأمن، ونظام العقوبات الذي لا يزال يشل الاقتصاد.

وقال إبراهيم لمقدمة برنامج “بصراحة” كاتي جينسن: “هناك أمل كبير، لكن السؤال هو: من أين سيأتون بكل هذه الموارد، حتى يتمكنوا من العمل كما هو الحال في أي حكومة أخرى حول العالم؟ “الصورة الاقتصادية قاتمة، يعيش أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر، والبنية التحتية الأساسية إما انهارت أو تعمل بجزء ضئيل من طاقتها، وصرح إبراهيم بأن الموارد الطبيعية الغنية للبلاد – النفط والغاز والمعادن – لا تزال راكدة إلى حد كبير، كما أن الهجرة الجماعية للمهنيين المهرة ورواد الأعمال على مدى السنوات الأربع عشرة الماضية خلّفت فراغاً في رأس المال البشري.

وقال: لا توجد بيئة جيدة لإخبار الناس بالعودة- وخاصة الموهوبين، وخاصة المستثمرين، وكذلك الأشخاص الذين يمكنهم المشاركة في الإصلاح الجديد”، مضيفاً “إذا نظرنا إلى الصورة الكاملة، فهي شيء واعد، لكنه يتطلب الكثير من العمل”.

وأضاف إن “الرئيس الشرع حاول إعادة تموضع سوريا ضمن تحالف جديد، تحالف الحداثة والاستقرار والسياسات المنفتحة”، مشيراً إلى إشادة الرئيس برؤية المملكة العربية السعودية 2030.

وأضاف إن زيارة الشرع للإمارات قد تكون أساسية في إعادة اندماج سوريا في المنطقة، وقال إبراهيم: “سوريا بحاجة الآن إلى أصدقاء وأشقاء لمساعدتها، والإمارات قادرة، من خلال شبكتها الدولية الواسعة، على فتح الباب أمام إعادة تعريف سوريا الجديدة للعالم”.

وأضاف إن الزيارات تُطمئن سوريا بأن لا رغبة لها في زعزعة استقرار المنطقة، وأن “سوريا ستكون فاعلة ومنتجة، وستكون جزءاً من هذا النوع من التحالف بين القوى الإقليمية”.

بالنسبة لتركيا، الخصم السابق الذي يُنظر إليه الآن على أنه “صديق نموذجي”، على حد تعبير إبراهيم، لكن العلاقة أكثر تعقيداً، فبينما قد تسهم العلاقات مع أنقرة في استقرار شمال سوريا وحلّ التوترات الكردية، حذّر إبراهيم من أن التدخل التركي قد يُفاقم المخاوف في إسرائيل ويُعيد الصراعات الإقليمية إلى الأراضي السورية.

وأضاف “لاحظنا أن تدخل تركيا تسبب في مشكلتين بطريقة أو بأخرى: مع الأكراد داخلياً ومع إسرائيل”.

يلوح في الأفق احتمال تجدد الصراع مع إسرائيل، فقد شهد جنوب سوريا تصاعداً في الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف ما تصفه إسرائيل بمستودعات أسلحة وبنية تحتية عسكرية، لكن إبراهيم صرّح بأن القيادة السورية الجديدة تتجنب الاستفزاز.

إنهم يحاولون حساب المخاطر، لا يريدون التصرف كميليشيات، يريدون أن يكونوا دولة، قال: “نفضل ترك بعض- أعتقد أن هناك بعض الدبلوماسية البديلة مفتوحة الآن بين سوريا وإسرائيل.”بحسب إبراهيم، ثمة إدراك متزايد في دمشق بأن الاستقرار مع إسرائيل أفضل من سياسة حافة الهاوية، وأضاف: “ستدرك إسرائيل، في نهاية المطاف، أنه ليس من مصلحتها تقسيم البلاد”.

في المقابل، حذّر إبراهيم من أن إيران لا تزال قوةً مزعزعة للاستقرار، وقال: “لقد استثمروا أكثر من غيرهم في هذه الحرب، وتكبّدوا أكبر خسارة فيها، لذا، لن يتركوا سوريا دولةً مستقرةً دون العمل على زعزعة استقرارها”.

واتهم طهران بدعم الميليشيات في المناطق الساحلية السورية والسعي إلى تقسيمها على أسس طائفية، لكنه أضاف أن نفوذها آخذ في التضاؤل، وقال: “لم يتركوا وراءهم إرثاً جيداً في سوريا يشعر السوريين بالترحيب”.

مع ابتعاد دمشق عن الحرس الثوري الإيراني، قال إبراهيم: إن الحكومة الجديدة تُشير إلى رغبتها في إعادة ضبط الأمور، وأضاف: “لماذا لا يتوقفون عن تصدير ثورتهم؟ حينها قد يفكر السوريون في التطبيع مع إيران”.

ولكن دون رفع العقوبات الأميركية والأوروبية، فإن مستقبل سوريا سيظل رهينة لماضيها، وقال إبراهيم: “العقوبات في الوقت الحالي خارجة عن السياق”، فبينما كان الهدف منها في السابق عزل نظام الأسد، فإنها الآن، برأيه، تعيق قدرة الإدارة الجديدة على الحكم، وتلحق الضرر بالشعب السوري العادي.

إذا أراد الغرب أن يرى سوريا دولةً طبيعيةً تسير على نهجٍ طبيعي دون أي عداء، فعليه المساعدة، والسبيل إلى ذلك هو رفع العقوبات، وإذا لم ترفع العقوبات، فإن تنامي الإحباط الشعبي قد يشعل فتيل الاضطرابات.

المصدر- Arab News

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟