الثورة – جهاد اصطيف:
بات انتشار بيع الخبز أمام المخابز جزءاً من الروتين اليومي للكثير من السكان، ومن الظواهر اللافتة في المدينة.
يتمثل هذا المشهد في وقوف عدد من الأشخاص، غالبيتهم من النساء أو الأطفال، أمام المخابز بعد حصولهم على الكمية المسموح بشرائها من الخبز، لبيعها بأسعار مضاعفة لمن لا يستطيع الانتظار، من راكبي السيارات وسائقي السرافيس المارين، خاصة أمام مخبزي الحديقة والرازي، نظراً لموقعهما من جهة، وجودة نوعية الخبز، مقارنة ببقية المخابز من جهة أخرى.
تعكس هذه الظاهرة أزمات متعددة، أولها أزمة معيشية دفعت بالبعض إلى امتهان بيع الخبز كمصدر رزق، وثانيها قلة الرقابة، خاصة لمن باتوا يسلكون هذا الطريق.
ورغم انتقادات البعض لهذه الممارسات باعتبارها استغلالاً لحاجة الناس، يرى آخرون أنها نتاج طبيعي لظروف قاهرة، يحاول كل فرد سلوك طريق ما لإيجاد قتات يومه وعياله.
في المحصلة، ظاهرة بيع الخبز ليست مجرد مشكلة تموينية، بل تعبيراً عن أزمة اجتماعية واقتصادية أعمق، تتطلب حلولاً جذرية تبدأ بتحسين مستوى المعيشة قبل الوقوف على أسبابها في سبيل معالجتها، والبدء في القضاء عليها رويداً رويداً..