الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
تعرض الرواية عادة تفاصيل حياتنا، وربما يحكي الكاتب سيرته الذاتية أو توثق مرحلة زمنية معينة، ويكون دور الناقد كجراح ماهر يشرحها ويغوص في تفاصيلها، فيعرض مواقع الإبداع ومواطن الخلل، في هذا الإطار قدم الناقد محمد رستم محاضرة بعنوان “قراءة في روايات معاصرة” من على منبر فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب بحضور عدد من أعضاء الاتحاد ورواده من المهتمين بالشأن الثقافي.
تناول خلالها قراءة لثلاث روايات، وهي: “كواكب الجنة المفقودة” للروائي محمد الحفري، وأشار الناقد رستم لرمزية شخصيات الحفري فشخصية “ذرعان” ترمز لسوريا وشخصية “مرعي” ترمز للسلطة التي حولت البلد لمزرعة وممتلكات لها،
قام الحفري بافتتاح الرواية بصورية دموية مؤلمة “بمقتل محمود انتحار” جاءت الصورة بقالب شعري بهي،فتألق الكاتب هنا حين صاغ من الألم والحزن بهائية جمالية، لتكون النهائية تراجيدية مؤثرة.
أما رواية”حكمة البوم والببغاء كاسكو” للروائي عماد نداف، يشير رستم إلى أن الرواية صرخة إدانة ضد التضييق والملاحقة والسجن للسوريين، ويصور بكاميرا ثلاثية الأبعاد ما كان يجري خلف جدران السجن وتحت أقبيته، والحالة المؤلمة التي عوامل فيها السياسيون في فترة الوحدة بين سورية ومصر من تضييق وملاحقة وسجن.
عرض الناقد رستم الكثير من تفاصيل الرواية ليصل إلى نتيجة في آخر الرواية، أن الشخصيات انتهت محطمة الروح تبارك تدجينها.
أما رواية “بستان فاطمة” للروائي عيسى اسماعيل، فيوجز عيسى مضمون الرواية قائلاً: إن سرحان يولد لأم زنجية وأب أشقر، فيعيره أقرانه بسواد أمه وأنه ابن زنى، وكي تبعده أمه عن مشاكله مع أقرانه، تجعله يترك المدرسة، ويعمل راعياً، لكنه يترك الزبير ويقصد البصرة، وفي جعبته ألف كيل وكيل من الفقر والعوز.
وأشار رستم لاعتماد الكاتب طريقة الخطف خلفاً لكسر تراتبية الزمن السردي، والرواية تغطي فترة زمنية من عمر العراق تبدأ من الإطاحة بالنظام الملكي مروراً بالانقلابات العسكرية ثم الاحتلال الأميركي.
ويختتم قائلاً: تلقي الرواية الضوء على مجتمع مكتظ بالفجوات منها السياسية والاجتماعية.. وضمت الأحداث خيط سبحتها السردية صفحة من فساد السلطة وتسلطها على الناس.