الثورة – همسة زغيب:
يعود الزي الشعبي في جبل العرب إلى أصول سكان الجبل، وتأثرتطوره بالهجرات التي توافدت على المنطقة منذ منتصف القرن 18 حتى بدايات القرن 19 فأخذ طابعه الخاص، إذ لا تكاد تخلو قرية في المحافظة من أثرهام يشهد على تاريخ من الأصالة في الحضارة الإنسانية، وانصهر هؤلاء جميعهم في حالة جبلية واحدة، وشكّلوا لأنفسهم فلكلوراً يناسب صخورالجبل السوداء، ومناخه القاسي وفق هذه المعطيات والمتطلبات البيئية.
يعتبر الزي الفلكلوري للنساء أكثر تميزاً، ومثالاً للكمال والجمال، كما أوضحت هدى رضوان التي تعمل في خياطة هذه الأزياء، فهو يتصف بالحشمة ويشكّل نسقاً فريداً مرتبطاً بالنسيج الفلكلوري الوطني السوري بشكل عام، ولا تزال الكثيرمن الشابات تحرصن على ارتدائه وإعادة إحيائه بألوان وأقمشة تناسب الموضة مع إجراء بعض التغييرات البسيطة.وتشير”رضوان” إلى أن الفستان أو “التنورة العربي” تكون عريضة وواسعة وفيها عدة كسرات متساوية ودقيقة، وتكون القطعتان من قماش واحد وترتدي المرأة تحتها قميصاً، وتختار السيدات الألوان الداكنة أما الزاهية فللفتيات، ويربط “المملوك” على الخصرويصنع عادة من قماش الفستان نفسه، له ثنيات متعددة تجعله منسجماً مع ثنيات الفستان لزيادة الشكل الجمالي له، وتأتي السترة من قماش البروكار المقصّب أو المعرق، ويكون مفتوحاً من الأمام ومزرراً في الوسط بزر واحد، ومشدوداً على الجسم وهو أقرب إلى الخصر، واليوم يستبدل في الشتاء بالسترة الصوفية المصنوعة بآلات التريكو أو باليد.
ويتكون غطاء الرأس من “الطربوش” وهو لباس خاص بالمناسبات يحمل المجوهرات ويُصنع من الجوخ الأحمر، له شكل شبه مخروطي، أما القرص فيصنع من “الفضة الروباص” ويتوِّج الطربوش وفيه “شناشيل” من الجهايد الذهبية أو الليرات الذهبية، وفي مقدمة وأسفل الطربوش الشكة أو شكتين من الرباعي الذهبية تشكلان صفاً أو صفين، وتوضع وسط وأسفل الطربوش تحت الشكة قطعة ذهبية مستديرة ومؤطرة كتب في وسطها “ما شاء الله”.ويُصنع الغطاء الذي يغطي الرأس من قماش الجورجيت الأبيض أو الأسمر الشفاف، يوضع فوق الطربوش وينسدل حتى يغطي الكتفين وقسماً من الظهر، وترتديه النساء في الأفراح والأتراح مع فارق بسيط بألوانه الخاصة بالمناسبات.