الثورة _ باريس_ أحمد صلال :
“رقة”، أحدث فيلم من إخراج المنتج جيراردو هيريرو، هو فيلم إثارة وتجسس لا يخلق شعوراً مستمراً بالمغامرة فحسب، بل يستخدم مهمة شخصياته المركزية لإظهار حقيقة الإرهاب من داخل تنظيم الدولة الإسلامية.
الفيلم مُقتبس سينمائياً من رواية “التاريخ المحظور للصحراء الإسبانية” للصحفي توماس باربولو.
تحدث جيراردو هيريرو إلى جانب كاتبة السيناريو إيرين زوي ألاميدا في المؤتمر الصحفي بمهرجان إشبيلية، عن اهتمامه بالبحث في القضايا المحيطة بنشأة الجهاد، وجهوده في قراءة روايات الجريمة الصحراويّة المختلفة، وتعاونه مع مؤرّخين متخصّصين في مجال داعش تحديدا، وتجوّاله في أسواق السّلع المستعملة بحثًا عن أدلة على هذا الواقع، وقد حالفه الحظ بالعثور على صور فوتوغرافيّة.. مما أدى إلى عمل متكامل يتبع مبدأ “أظهر الحقيقة، لكن لا تُخبر بها”.
تدور أحداث الفيلم حول شخصية لم تُكشف قط، الأردني، أحد قادة داعش، والمستهدف بموقع الجاسوسين، ينتمي هذان الجاسوسان، اللذان يؤدي دورهما مينا الحماني وألفارو مورتي، إلى طرفين متعارضين لكنهما متكاملان، الأمريكيون والسوفييت.
وكما يشير المخرج، تُظهر الرقة واقع التعايش بين الأمم، ولا تمنع الانزعاج.
يتحدّى الفيلم الروائي النظام القائم باستخدامه غير المألوف لشخصية رئيسية مزدوجة. تتطور لعبة ثنائية، كضحايا وجلادين في الوقت المناسب، بكثافة معكوسة، من خلال عيونهما، تُروى قصة معقدة تمس العديد من المواضيع السياسية والاقتصاديّة، وتثريها الحبكتان الفرعيتان. من جهة، الواقع الأنثوي، واستغلال النساء كوسيلة للتجنيد والقمع. ومن جهة أخرى، الاتجار بالفن، الذي لا يُموّل الحرب فحسب، بل يُمثّل رمزا للنهب الثقافي.
ويطرح هذا السؤال كيف يُمكن تحويل شيء جميل كالتراث الفني إلى ورقة مساومة لشن الحرب.
حقق عرض الفيلم في مهرجان إشبيلية السينمائي نجاحًا كبيرًا. وحقق نسبة مشاهدة عالية خلال عرضه الأول.
لم يُصوَّر الفيلم في مدينة الرقة نفسها، و سيُعرض في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومع ذلك، يعرض الفيلم صوراً حقيقية من يوم القصف، حصل عليها المخرج والمنتجون من CCN، والتي تُعرض في نهاية الفيلم لإشباع فضولنا وإضفاء لمسة واقعية.