الثورة – سعاد زاهر:
المرة الأولى التي تعرفت على الكاتبة الإماراتية عائشة العاجل، قبل أكثر من عشرين عاماً، أثناء معرض الكتاب الذي يقام سنوياً في الشارقة، ومنذ ذلك الوقت وهي تشتغل في مجال الدراسات الأدبية والفنية، والعاجل من أهم الأسماء البارزة في مجال النقد الأدبي والفني في الإمارات.
تعليم الأطفال
في أحدث إصدارتها ” مسرح الطفل.. الإلهام والاستلهام” تتوجه إلى الطفل، لتتناول موضوعاً له صلة بتطوير المسرح وتعليم الأطفال من خلال الفن.
في مختلف اللقاءات تحكي العاجل أن التربية المسرحية مثل التربية الموسيقية والتربية الرياضية، تسهم في علاج بعض الحالات النفسية والحالات الاجتماعية ومشكلات النطق والدمج المجتمعي، ومساعدة الذين يعانون من اختلال بعض السلوكيات مثل التوحد والانزواء.
في كتابها الأحدث تتناول المسرح والطفل، من خلال أسلوب جديد، تبتعد عن السرد الاعتيادي، لتنطلق ميدانياً نحو المختصين تجري معهم مقابلات تتضمن مختلف التفاصيل التي يمكن أن تغني عوالم الطفل المسرحية.
العمل المعرفي
رئيس الهيئة العربية للمسرح” إسماعيل عبد الله”، ولعل أهم ما جاء في مقابلة الكاتبة العاجل معه بخصوص الأسس التي يفترض أن يبنى عليها مسرح الطفل”.. العمل المعرفي المدروس من قبل إدارات الفرق المسرحية، فيما يتعلق باختيار العروض المناسبة، والنصوص الملائمة لطفل اليوم والمخرج الجيد…”.
الكاتب والناقد د. هيثم يحيى الخوجة في مقابلته مع العاجل أكد على حلول يمكنها النهوض على وجه الخصوص بمسرح الطفل الإماراتي، وتابعت العاجل نقاشاتها مع ” الكاتب والمخرج مرعي الحليان، الناقد محمد أحمد السيد.
مسرح الطفل
في جميع المقابلات جاء التركيز على التساؤلات التالية:” أين تجد مسرح الطفل غداً، هل من رؤية استراتيجية واضحة لمعالمه، هل تمكن مسرح الطفل في الإمارات من تشكيل مؤسسته الخاصة، ما هي المعوقات أمام مسرح الطفل، في ظل ضعف الدراما الموجهة للطفل العربي، هل تجد في المسرح متنفساً، يعوض الضعف ويتفوق عليه، كيف يمكننا النهوض بمسرح للطف يشبهه، ويتموضع فيه دون هجنة أو خلل”، ولم تكتف العاجل باللقاءات بل توجهت نحو الاتجاهات الفكرية، والنظريات المسرحية التي تعمق حالة التعاطي مع الطفل، مثل “ارفنغ غوفمان” لتعرض أهم تحليلاته في دراسة التفاعل الاجتماعي وفهم الحياة الاجتماعية…
اعتبرت العاجل أن الحاجة للمسرح كالحاجة للحياة، لأنه يرتقي بذائقة الطفل وخياله، ولأن الطفل بحاجة للإعداد الأخلاقي والاجتماعي، فمن أهم من المسرح بوسائله المحببة ليقوم بهذه المهمة.
فصول عديدة نقلب صفحاتها في الكتاب، تلك الفصول تأخذ عناوين وكل منها يتناول محوراً محدداً، ما يجعل قراءة الكتاب ممتعة، وفي الوقت ذاته مرجع مهم، يغني مسرح الطفل.
تأتي أهمية الكتاب كمرجع من نواحٍ عديدة أهمها: إبرازه للجوانب النفسية والتربوية من خلال سرده بطريقة شيقة كيف يمكن للطفل أن يطور مهاراته الاجتماعية والعاطفية، وكيف يعمق من قدرته على التعامل مع القضايا النفسية والاجتماعية، بواسطة المسرح.
كما يعزز فكرة أن مسرح الطفل لا يقتصر على الترفيه فقط، بل يعد أداة فعالة لتعليم الأطفال القيم الإنسانية، وتنمية قدراتهم على التواصل الاجتماعي، والعمل الجماعي، والتفكير النقدي.
كما أنه يقدم دراسة معمقة حول دور مسرح الطفل في دولة الإمارات، مع التركيز على كيفية تفاعل المسرح مع التنوع الثقافي والاجتماعي في المنطقة.
يعكس الكتاب أهمية المسرح كوسيلة لتعزيز التفاهم بين مختلف الثقافات.