الثورة – يامن الجاجة:
مع الإعلان عن رفع العقوبات الأميركية التي كانت مفروضة على سوريا، وبمجرد دخول هذا الأمر حيز التنفيذ، ستكون كرة القدم السوريّة على موعد مع إيرادات مالية هائلة، يمكن أن تغير مسار كرتنا على المدى المتوسط والطويل.
ماهية الإيرادات
الاتحادات الوطنية لكرة القدم في كل دولة، ومن بينها الاتحاد السوري للعبة، وكذلك الاتحادات القارية الستة، تحظى بدعم مالي سنوي من الاتحاد الدولي لكرة القدم، ضمن برنامج (fifa forward) حيث يعمل البرنامج المذكور على تقديم مساهمة مالية، تقدر بنحو خمسة ملايين دولار لكل اتحاد، خلال الدورة الانتخابية الممتدة لأربع سنوات، في الوقت الذي يقدم فيه الاتحاد الآسيوي للعبة أيضاً مساعدة مالية للاتحادات الوطنية المنضوية تحت لوائه، تقدر بنصف مليون دولار كل عام.
مبالغ مُجمّعة
ونظراً للعقوبات التي فُرضت على سوريا، خلال السنوات الماضية، فقد تَعَذَّر تحويل المبالغ الممنوحة لاتحاد الكرة من قبل الاتحاد الدولي للعبة، في الوقت الذي كان فيه الاتحاد الآسيوي للعبة يوافق على تمويل منتخباتنا الوطنية في مسائل حجز بطاقات الطيران والحجوزات الفندقية، وتمويل ما يتعلق بشراء التجهيزات والتعاقد مع كوادر فنية للمنتخبات، من أموال كرتنا الموجودة لدى الاتحاد القاري، الذي لم يستطع أيضاً تحويل المساعدات المالية المقررة لكرتنا بسبب العقوبات، وبالتالي فقد تراكمت مساعدات الاتحادين الدولي والقاري للعبة، باستثناء ما تم صرفه على الحجوزات الفندقية وبطاقات الطيران وعقود المدربين الأجانب لدى الاتحاد الآسيوي، وليبقى في رصيد كرتنا مبلغ محترم، نتيجة حرمانها من حقها في المساعدات المالية لأكثر من عقد.
رقم مجهول
ولا يعرف كثيرون القيمة الحقيقية للمبالغ الموجودة في حساب كرتنا لدى الاتحادين الآسيوي والدولي، لأن المصارحة في هذا الجانب كانت معدومة تقريباً،وكما أن أحداً لا يعرف قيمة الإيرادات التي حصلت عليها كرتنا من بيع حقوق بث مباريات منتخباتنا، ومن توقيع عقود الرعاية مع عدة شركات للتجهيزات الرياضية، عدا عن تضارب الأرقام التي تم التصريح بها فيما يخص قيمة العقود التي تم توقيعها مع المدربين الأجانب الذين تولوا تدريب المنتخب قبل المدرب الإسباني الحالي لرجال كرتنا خوسيه لانا.
لكن وبالرغم من عدم وجود رقم دقيق لقيمة أموال كرتنا المجمدة لدى الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة، إلا أن أكثر من خبرة وطنية ممن يعملون في الخارج، أكدت أن قيمة أموال كرتنا لدى الاتحاد الدولي تبلغ حوالي (11 مليون وخمسمئة ألف دولار) فيما تُقدر أموال كرتنا لدى الاتحاد الآسيوي بنحو مليوني دولار، وفق ما يتم تداوله بين الأوساط الكروية المطّلعة على بعض التفاصيل.
فرصة ذهبية
ويشكل وجود هذه الأموال في رصيد كرتنا، وقدرة الأخيرة على الاستفادة منها، فرصة ذهبية يُمكن أن تنقل كرتنا إلى مستوى آخر، في حال عرف المسؤولون عن كرة القدم السورية كيفية التصرف بهذه الأموال، لتحقيق فائدة مستدامة لكرتنا، بعيداً عن الأفكار التي يمكن أن تحقق طفرة قصيرة المدى، وغير مضمونة العواقب، ويكاد يكون الاستثمار في تأهيل البنية التحتية لكرة القدم السورية، من ملاعب تدريبية، واستادات دولية، مع دعم الأكاديميات بشكل مدروس تحت مظلة وزارة الرياضة والشباب، هو الحل الأمثل لتحقيق فائدة مستدامة، ومضمونة النتائج، ليبقى السؤال إن كان لدى القائمين على رياضتنا أي خطط واقعية في هذا السياق؟