سعاد زاهر :
بعد أن اختبر “آلان تورينغ” ذكاء الآلة، وحاول تعقيد الأمر أمامها لكي يفرق في الاختبارات بينها وبين الإنسان، ونحن أمام سؤال معاصر علينا إثبات أننا لسنا روبوتاً، ما الذي فعلوه كي نتفوق عليه بشرياً على الأقل، وهو المحمل ببيانات وخوارزميات لا نهائية. وهل بإمكاننا بعد كل هذه التحديثات إثبات أننا لسنا روبوتاً بمجرد الإجابة عن سؤال أو اثنين في غاية البساطة؟ وهل فعلاً الروبوت غير قادر على الإجابة على هذا السؤال، بعد كل التحديثات والتحسينات على أدوات الذكاء الاصطناعي والتي تعادل عشر مرات سنوياً.. والأهم ما هو الهدف من هذا السؤال..؟
على الرغم من أن السؤال الأخير الغالبية تعرف إجابته من أجل عدم الإساءة لحسابنا الذي نستخدمه وإثبات أنك بشري، إلا أنه هنا جوهر الأمر، فسابقاً كانت الآلة عاجزة عن حل رموز التحقق، ولكنها اليوم وبعد كل التطور الذي يعيشه (AI) ألم يصبح من السهل عليها اجتياز سؤال الكابتشا أو أن الاعتماد على الخطأ البشري، الذي لا تفعله الآلة هو الأساس الذي تبنى عليه أمثال هذه الأسئلة.
التساؤلات لا نهائية، حول العلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي، ولا يمكننا لوم الروبوتات إن اخطأ برنامجها يوماً وفعلت تصرفات خارج المنطق، وإن كانت نادرة لدقة وذكاء مشغليها، ولكن الخوف أن نقول “ليتنا روتات” نبرمج بذكاء ونحمل برامجاً فلسفية وفكرية لا هم لها سوى أمن ورخاء وسلام هذا الكون، الذي نعبث به في بعض الأحيان كأننا وحوش تطارد فريستها.