هل هي غطاء للتهجير؟.. “فايننشال تايمز” تسلط الضوء على منظمة المساعدات الغامضة في غزة

الثورة- منهل إبراهيم:

بعد أن زادت المخاوف من تصريحات بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي التي وصف فيها العملية الأخيرة التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنها وسيلة لطرد الفلسطينيين من قطاع غزة، وتهجيرهم في نهاية المطاف و”تغيير مجرى التاريخ”، نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تقريراً أشارت فيه إلى المجموعة الغامضة التي لا يعرف الكثيرون عنها شيئاً ومن المقرر أن تسيطر على عمليات توزيع المواد الإنسانية في غزة.

وجاء في تقرير “فايننشال تايمز” أن أعداداً من المرتزقة الأجانب وصلوا إلى “إسرائيل” للعمل على تنفيذ خطة مثيرة للجدل وتحظى بدعم أمريكي، وقد تجبر الأمم المتحدة على التخلي عن إدارة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ويتوقع بحسب الصحيفة البريطانية أن تكون الآلية هذه جاهزة بنهاية الشهر الحالي، بحيث تصبح الطريق الوحيد لدخول المساعدات إلى القطاع، وبموجب الخطة ستوزع “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي مؤسسة سويسرية غير معروفة، المساعدات في مراكز توزيع يحرسها الجيش الإسرائيلي وشركات خاصة، وإذا أرادت توزيع المساعدات، فستحتاج الأمم المتحدة وجهات أخرى إلى استخدام هذه المواقع، التي يتركز معظمها في جنوب غزة، ما يجبر الفلسطينيين على قطع مسافات طويلة للحصول على الغذاء.

وأضافت “فايننشال تايمز” “ومع ذلك، ومنذ طرحها لأول مرة في بداية أيار/ مايو، واجهت مبادرة المساعدات مشاكل متعددة، ويقول أشخاص مطلعون على الخطة، التي تلقت بعض النصائح غير الرسمية من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، إنها غير قادرة أو جاهزة لإطعام أكثر من مليوني فلسطيني”.

شكوك حول التمويل

وتؤكد الصحيفة أن الأمم المتحدة، التي لطالما كانت المزود الرئيسي للمساعدات إلى غزة، أدانت هذا الترتيب ووصفته بأنه “غطاء” للتهجير، بينما قال أحد “أعضاء مجلس الإدارة” في المؤسسة الذين وردت أسماؤهم في مسودة وثيقة صندوق الإغاثة العالمي هذا الشهر لصحيفة “فايننشال تايمز “بأنهم لم يكونوا أعضاءً في المجلس قط، وقال شخص مطلع على البرنامج: “لقد أصبح الأمر برمته مدعاة للجدل والسلبية”.

وأوضحت “فايننشال تايمز” أن “مؤسسة غزة الإنسانية” قالت: إنها “ستوزع 300 مليون وجبة طعام في الثلاثة أشهر من عملها، وبحسب مسودة الخطة فإنها ستطعم الفلسطينيين بوجبات تكلفة الواحدة منها 1.30 دولار بما في ذلك تكلفة المرتزقة الأجانب الذين استأجرتهم لحراسة الطعام والمنشآت”، لكن لا يوجد معلومات واضحة حول كيفية تمويل المؤسسة، ولم تسهم أي دولة أجنبية مانحة في ماليتها، حتى نهاية الأسبوع، ما يطرح شكوكاً حول تمويلها ومن أين يأتي الدعم، حسب ثلاثة أشخاص على معرفة بالأمر؟.

وقال شخص مطلع على عمليات “مؤسسة غزة الإنسانية”: إن المانحين التزموا بـ 100 مليون دولار على الأقل، لكنه لم يسمهم.

وبينت الصحيفة البريطانية أن “مؤسسة غزة الإنسانية” أثارت الكثير من الشكوك والأسئلة حول بنيتها الغامضة، وتضم فرعاً سويسرياً أسسه مواطن أرمني في أوائل شباط/ فبراير الماضي، ليس له أي صلة وثيقة بالعمل الإنساني، وفرعاً أمريكياً ثانياً للمؤسسة لم يكشف عن اسمه، إلى جانب أنه لم يكشف إلا القليل عن تمويل المؤسسة.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام الأخيرة صوراً لمتعاقدين أمنيين/ مرتزقة أجانب يرتدون الزي الكاكي، وهم يهبطون إلى “إسرائيل” ويتلقون إحاطات، قبل نشرهم لحراسة قوافل المساعدات ومواقع التوزيع.

المسار الوحيد

وأوضحت “فايننشال تايمز” أن شركتين أمنيتين تشتركان في العمليات، وهما “سيف سوليوشنز” و”يو جي سوليوشنز” في الخطة، حيث تّ الاستعانة بخدماتهما لإدارة نقاط التفتيش في داخل غزة بداية العام الحالي، وخلال الهدنة القصيرة التي استمرت حتى 18 آذار/ مارس، أما المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية فهو جي وود، وهو عضو سابق في وحدات المارينز، ويدير وكالة لإغاثة الكوارث “فريق روبيكون”، فقد قال: إن الخطة وإن لم تكن كاملة إلا أنها الوحيدة المتوفرة وبموافقة إسرائيلية.

وقال متحدث باسم “مؤسسة غزة الإنسانية”: “نحن ملتزمون بإيصال المساعدة الإنسانية بطريقة لا تبدو أنها عسكرية” و”ستتم عملية التوزيع عبر فرق مدنية فقط”، مشيراً إلى مظاهر قلق الأمم المتحدة، لكنها الوحيدة التي يتم من خلالها إيصال المساعدات لغزة الجائعة وبموافقة من “إسرائيل”.

وقد حذّر توم فليتشر، منسق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، في كلمة أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي بأن خطة مؤسسة غزة الإنسانية تجعل “المساعدات مشروطة بأهداف سياسية وعسكرية” و”أنها تجعل من التجويع ورقة مساومة”.

وأشارت “فايننشال تايمز” إلى أنه بسبب الانتقادات حاولت المؤسسة تكييف عملياتها والاستجابة لقلق المؤسسات الدولية، وفي رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية في الأسبوع الماضي، طلبت إنشاء مراكز توزيع إغاثة في الشمال، كما وتعهدت بعدم مشاركة معلوماتها عن المتلقين للمساعدات مع أي جهة، ولا يعرف إن كانت “إسرائيل” ستوافق على هذه المطالب.

ولاحظت الصحيفة البريطانية أن خطّة مؤسسة غزة الإنسانية، تتوافق بشكل وثيق مع أفكارطرحها الجيش الإسرائيلي على مدى العام الماضي، ومنها أفكار طرحت الشهر الماضي، حسب محاضر اجتماعات اطلعت عليها الصحيفة، ومع ذلك تحظى الخطّة بدعم كامل من حكومة الولايات المتحدة التي قالت: إنها عندما تكون جاهزة للتنفيذ، فستكون المسارالوحيد لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

آخر الأخبار
تركت ارتياحاً في الأوساط الصناعية.. اتفاقيات سورية تركية تدعم الشبكة الكهربائية آفاق جديدة للدعم الطبي.. سوريا والنرويج نحو شراكة مستدامة "المالية" تستعرض أرقام النفقات والإيرادات للموازنة العامة الشرع وعبد الله الثاني: المجلس التنسيقي يفتح مرحلة جديدة بين البلدين "تجارة دمشق" تلغي شرط التأمينات الاجتماعية الغريواتي لـ"الثورة": يدفع الكثير من التجار للتسجيل بالغر... أردوغان: رفع العقوبات عن سوريا خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار مستقبل احتياطات العالم ومخاطر العملة الواحدة  احتياطي الصين في زمن الاضطراب ..تفكيك الاعتماد على الد... انطلاق أولى قوافل الحجاج من مدينة حماة "نادي الإعلاميين السوريين في قطر".. خطوة مهنية لتعزيز الحضور الإعلامي في الخارج ٨ باصات جديدة بالخدمة في اللاذقية تنفيذي جديد لتجارة و صناعة طرطوس السوريون بين مرحلتين:  الخوف "من الدولة" إلى الخوف "على الدولة" نمذجة معلومات البناء BIM في  حمص "انهض بمدينتك".. تحسين الواقع الخدمي في درعا مشروع فردي باستثمار ذكي  " السماد العضوي" في  "مجبر" طرطوس يؤمن عشرات فرص العمل  ما قصة تعزيز روسيا لقواتها قرب فنلندا.. تحضير للحرب أم استعراض للقوة؟ مخلفات الحرب.. إرث قاتل يخطف الأرواح  القرى المستفيدة من مشروع "البغلة" بريف طرطوس عطشى.. والمؤسسة تستجيب "مياه درعا".. تراجع غزارة ينابيع وادي الهرير وعين ذكر للنصف تزايد الصادرات التركية لسوريا بنسبة 36,7 بالمئة في 4 أشهر