الثورة – أنور الجرادات:
هل تعاني مسابقاتنا الكروية المحلية، وتحديداً الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى، من أزمة ومشكلة تحكيمية حقيقية من خلال ما يحصل في بعض المباريات؟ أم إن ما يحصل لا يعد سوى أخطاء تقديرية واردة، مثلما تقع في مباريات كرة القدم في مختلف أنحاء العالم.
تجاهل لمطالب الأندية
هذه تساؤلات، نطرحها بشأن وضع المستوى التحكيمي في المسابقات الكروية المحلية للموسم الحالي، وهل ذلك ساهم في تغيير نتائج بعض المباريات من خلال القرارات الخاطئة، وهناك من يحمّل لجنة الحكام مسؤولية مانصفه بـ (التراجع المخجل) للمستوى التحكيمي، في المواسم الأخيرة، وغياب التفاعل مع مطالب الأندية بشأن الأخطاء التحكيمية، والحديث عن الشأن التحكيمي يعتبر من الملفات الشائكة محلياً وعالمياً، لأن الأخطاء ستبقى مستمرة في عالم كرة القدم، لكن المعادلة الصعبة تكمن ما بين آراء الأطراف المختلفة، إذ يرى البعض أن التحكيم (شماعة) للخسارة، فيما ينظر البعض الآخر الى هذه الأخطاء بأنها مهدرة لجهود الأندية، التي تعمل وتصرف وتخسر أحياناً (بصافرة تحكيمية) وبالتالي سيستمر الجدل.
الكثيرون يعتبرون مشكلة الأخطاء التحكيمية غير غريبة، والغالبية تشكو من التحكيم والتسجيلات تشهد، والمشكلة في طريقة التعامل، فمشكلات التحكيم ليست جديدة أو غريبة، وكانت هناك أخطاء تحكيمية حصلت بصورة واضحة أكثر من المواسم الأخيرة الماضية.
انتقادات و تحفظات
وما يؤكد ذلك عن مستوى وأخطاء التحكيم في المواسم الماضية، سنلاحظ أن أغلب الفرق سجلت انتقاداتها وتحفظاتها على الأخطاء التحكيمية في العديد من مباريات الدوري، وهناك أندية تضررت في عدة مباريات، من أخطاء التحكيم، وكانت تضطر للرجوع الى أشرطة تسجيلات المباريات لتؤكد من تلك الحقيقة، وعندما تذهب الأجهزة الإدارية أو الفنية أو اللاعبين إلى الملعب لا تفكر في الحكام بقدر مايكون تركيزنا على اللعب والفوز، لكن للأسف تتفاجأ من بعض الحكام في اتخاذهم قرارات خاطئة، لدرجة أن بعض الحكام أصبحت الأندية تتخوف من صافراتهم، ولانعرف كيف ستكون عند كل خطأ، ما يؤدي إلى الشد والتوتر لدى الإداري أو المدرب أو اللاعب، وانعكاسه بالتالي على الوضع النفسي والفني.
قرارات خاطئة
وبصرف النظر عن القرارات الخاطئة والتقديرية، ولاندخل في نوايا الحكام، لكن نشير هنا إلى نقطة مهمة، تتعلق بطريقة تعامل بعض الحكام مع اللاعب أو الإداري بطريقة حادة، أو جافة لا يراعي فيها وضع اللاعب الذي قد يعيش ضغوطات معينة، وخصوصاً أن لاعبينا ليسوا محترفين بالمعنى الحقيقي، ولديهم ظروفهم الخاصة والعملية وغيرها، وبالتالي هناك القانون وروح القانون، وكذلك أسلوب التعامل الذي يمكن تقبله من الجميع، وبالنسبة لتقبل أخطاء الحكم، فهناك أحياناً لا يتحمل أحد خطأ لاعب عندما يهدر عدة فرص، أو الحارس عندما يكرر خطأه في المباراة، فيتم استبداله، فكيف تطالبون بأن تكون الأندية وكوادرها في قمة المثالية وأن تستحمل أخطاء الحكم؟!
ليست معادلة علمية
أخطاء كرة القدم، ليست معادلات علمية لايفهمها أحد، بل حتى المشجع العادي يدركها، وكل ما يطلبه أن يكون الحكم، عندما يدخل المباريات بأريحية وهدوء وتركيز، بعيداً عن الشدة أو التعامل الحاد، وكأنه سيف مسلط على اللاعبين، ويجعلك مشدوداً طيلة المباراة، فكل شخص من حكم أو لاعب أو مدرب يتحمل مسؤولية إنجاح مهمته في المباراة بالصورة الجيدة، ونحن هنا لانعمم بل هناك بعض الحكام – دون ذكر أسماء – يديرون المباريات بصورة جيدة، ويحسنون التعامل المثالي مع اللاعبين والإداريين، وبأريحية، ما يساعد على تقبل قراراتهم مهما كانت.
لا تأثير على المباراة
وهناك من لا يعتقد أن هذا الموسم مرّ بمشاكل تحكيمية بالمعنى الحقيقي، أو إن الأخطاء التحكيمية أثرت على العديد من مباريات الدوري، أو إن كل الأخطاء التي حصلت هي أخطاء ربما تكون عادية، وناتجة عن سوء تقدير من بعض الحكام، وبكل تأكيد هي من غير قصد، لكن في الوقت نفسه لم نصل في دورينا لمرحلة تعمّد حكم بهزيمة فريق أو ماشبه، فهذه الأخطاء عادية وتحصل في كل مباراة، مثل أخطاء المدربين واللاعبين، وهي جزء من اللعبة.